في ليلة كروية لا تُنسى، احتضن ملعب “أنفيلد” مباراة من العيار الثقيل بين ليفربول وريال مدريد ضمن الجولة الخامسة من دوري أبطال أوروبا موسم 2024-2025. المباراة لم تكن مجرد لقاء عادي، بل كانت فرصة لليفربول لتأكيد هيمنته، وريال مدريد لإثبات جدارته باللقب. ومع صافرة النهاية، خرج ليفربول منتصرًا بنتيجة 2-0 في مباراة شهدت العديد من اللحظات الدرامية والأحداث المثيرة.
تفاصيل المباراة: استعراض ليفربول وهيمنة واضحة
الشوط الأول: بداية متوازنة
بدأ الشوط الأول بحذر من الطرفين. ريال مدريد حاول فرض أسلوب لعبه عبر خط الوسط بقيادة لوكا مودريتش وكامافينجا، بينما اعتمد ليفربول على التحولات السريعة عبر محمد صلاح ولويس دياز.
- الدقيقة 15: أولى المحاولات الخطيرة جاءت من صلاح بتسديدة تصدى لها كورتوا ببراعة.
- الدقيقة 28: مبابي كاد أن يهز شباك ليفربول، لكن كرته مرت بجانب القائم.
الشوط الثاني: ليفربول يكشر عن أنيابه
مع بداية الشوط الثاني، ارتفعت وتيرة اللعب، وتمكن ليفربول من تسجيل الهدف الأول عبر أليكسيس ماك أليستر في الدقيقة 52 بعد تمريرة رائعة من كونور برادلي.
- الدقيقة 60: أهدر كيليان مبابي فرصة التعادل بعد إضاعة ركلة جزاء تصدى لها ببراعة الحارس كاويمهين كيليهير.
- الدقيقة 76: عزز كودي جاكبو النتيجة برأسية مذهلة بعد ركلة ركنية نفذها أندرو روبرتسون.
ليفربول يتألق ضد بولونيا: سيطرة تكتيكية وأداء هجومي يحسمان الفوز بثنائية نظيفة!
لحظات درامية: ركلات الجزاء المهدرة
شهدت المباراة حالتين حاسمتين من ركلات الجزاء، الأولى لريال مدريد عندما عرقل أندرو روبرتسون لوكاس فاسكيز، لكن مبابي لم يستغل الفرصة.
أما الثانية، فكانت لصالح ليفربول بعد عرقلة صلاح من ميندي، لكن صلاح سدد الكرة خارج المرمى، مما أثار دهشة الجماهير.
إحصائيات المباراة
- الاستحواذ: ليفربول 60% – ريال مدريد 40%.
- التسديدات:
- ليفربول: 15 (7 على المرمى).
- ريال مدريد: 8 (3 على المرمى).
- ركلات ركنية: ليفربول 6 – ريال مدريد 3.
- تمريرات ناجحة: ليفربول 450 – ريال مدريد 320.
تحليل أداء الفريقين
ليفربول: قوة هجومية ودفاع صلب
ظهر ليفربول كفريق متكامل يملك القدرة على تحقيق اللقب الأوروبي. التوازن بين الخطوط كان واضحًا، مع تألق الحارس كاويمهين كيليهير الذي تصدى لركلة جزاء حاسمة.
أبرز اللاعبين:
- كاويمهين كيليهير: تصديات حاسمة وأداء لافت.
- كونور برادلي: تمريرة حاسمة للهدف الأول.
- أليكسيس ماك أليستر: سجل الهدف الأول وفرض سيطرته في الوسط.
ريال مدريد: إخفاقات فردية وخيارات تكتيكية مشكوك فيها
افتقر ريال مدريد للفعالية الهجومية والتنظيم الدفاعي. رغم بعض المحاولات من مودريتش وبيلينغهام، عانى الفريق من ضعف واضح في الخط الخلفي.
أكثر اللاعبين تعرضًا للانتقادات:
- كيليان مبابي: أهدر ركلة جزاء ولم يقدم الأداء المتوقع.
- فيرلاند ميندي: تسبب بركلة جزاء وأظهر تراجعًا في الأداء.
- لوكا مودريتش: لم ينجح في فرض أسلوب لعبه كالمعتاد.
ليل يصعق ريال مدريد: كيف أوقف الدفاع المحكم سلسلة انتصارات العملاق الإسباني
تقييم لاعبي ليفربول: تميز جماعي وتألق فردي
الحارس وخط الدفاع:
- كاويمهين كيليهير (8/10):
أثبت أنه حارس بارع وليس مجرد بديل لأليسون. تصديه لركلة جزاء كيليان مبابي كان نقطة تحول رئيسية في المباراة. - كونور برادلي (8/10):
بديل ترينت ألكسندر-أرنولد قدم مباراة مميزة على الجبهة اليمنى. صنع الهدف الأول لماك أليستر وأظهر شجاعة دفاعية. - إبراهيما كوناتي (7.5/10):
قدم أداءً قويًا وثابتًا، مؤكدًا أنه أحد أفضل المدافعين عندما يكون في قمة مستواه. إصابته بنهاية المباراة أثارت قلق الجماهير. - فيرجيل فان دايك (7.5/10):
قائد الدفاع أظهر هدوءًا وثقة أمام هجوم ريال مدريد. لم يُظهر أي علامات ضعف رغم تقدمه في العمر. - أندي روبرتسون (6.5/10):
أداء متباين؛ تسبب في ركلة جزاء غير ضرورية، لكنه عوض ذلك بصناعة الهدف الثاني بجودة عالية.
خط الوسط:
- ريان جرافينبيرش (7.5/10):
أثبت جدارته بمركزه الجديد، حيث قدم أداءً قويًا في التمرير والضغط على خط وسط ريال مدريد. - كورتيس جونز (7.5/10):
يعيش فترة رائعة من التألق، وكان له دور كبير في بناء الهجمة التي أسفرت عن الهدف الأول. - أليكسيس ماك أليستر (8/10):
نجم المباراة. سجل الهدف الأول وأظهر مهارات قيادية في وسط الملعب.
الهجوم:
- محمد صلاح (7/10):
رغم إهداره لركلة جزاء، إلا أنه كان نشطًا ومؤثرًا في الهجوم، وخلق العديد من الفرص لزملائه. - داروين نونيز (6/10):
لم يسجل ولكنه أزعج دفاع ريال مدريد بتحركاته المستمرة. - لويس دياز (7.5/10):
مصدر للطاقة والتهديد الدائم على الجبهة اليسرى، لكنه لم يُكلل مجهوده بهدف.
البدلاء والمدرب:
- كودي جاكبو (7.5/10):
دخول جاكبو كان حاسمًا، حيث سجل الهدف الثاني برأسية رائعة. - آرني سلوت (8/10):
أدار المباراة بذكاء، وأثبت أن فريقه يمتلك الجودة والعمق لتحقيق الانتصارات.
“القماشة الملعونة”.. لعنة شارة القيادة الفرنسية أم مجرد صدف متكررة؟
تقييم لاعبي ريال مدريد: إخفاقات فردية وفقدان الهوية
حارس المرمى وخط الدفاع:
- تيبو كورتوا (7/10):
تصدى لعدة كرات خطيرة وحافظ على آمال فريقه في الشوط الأول، لكنه لم يتمكن من منع الأهداف. - فيديريكو فالفيردي (6/10):
لعب كظهير أيمن بشكل اضطراري. كان نشطًا لكن غير مريح في هذا المركز، وتحسن عند عودته إلى الوسط. - راؤول أسينسيو (7/10):
الشاب كان نقطة مضيئة في دفاع ريال مدريد، حيث أنقذ كرة حاسمة من على خط المرمى. - أنطونيو روديغر (6/10):
قدم أداءً قويًا في الكرات الهوائية، لكنه لم يتمكن من منع التفوق الهجومي لليفربول. - فيرلاند ميندي (4/10):
تورط في ركلة جزاء وأظهر ضعفًا واضحًا في التغطية الدفاعية.
خط الوسط:
- إدواردو كامافينجا (7/10):
كان الأفضل في وسط الميدان، حيث قدم أداءً قويًا في الضغط والالتحامات، قبل خروجه مصابًا. - جود بيلينغهام (5/10):
لم يظهر بالمستوى المعتاد، وكان محاصرًا من دفاع ليفربول. - لوكا مودريتش (5/10):
بدا متعبًا وغير قادر على السيطرة على مجريات اللعب. - أردا غولر (5/10):
أظهر لمحات من الإبداع، لكنه اختفى تمامًا في الشوط الثاني.
الهجوم:
- براهيم دياز (6/10):
حاول خلق بعض الفرص، لكنه لم يجد الدعم الكافي من زملائه. - كيليان مبابي (3/10):
خيبة أمل كبيرة. أهدر ركلة جزاء ولم يتمكن من تهديد دفاع ليفربول بفعالية.
البدلاء والمدرب:
- فران غارسيا (6/10):
قدم أداءً أفضل مقارنة بميندي، لكنه لم يترك بصمة كبيرة. - كارلو أنشيلوتي (4/10):
رغم خياراته المحدودة بسبب الإصابات، لم يتمكن من تغيير مجرى المباراة أو استعادة السيطرة.
يال مدريد يسحق أوساسونا: فينيسيوس جونيور يسجل ثلاثية مذهلة في ليلة تألق ملكية
ردود الفعل: غضب من مدريد واحتفالات في أنفيلد
تصريحات المدربين:
- آرني سلوت (ليفربول):
“قدمنا أداءً استثنائيًا أمام فريق كبير. يجب أن نحافظ على هذا المستوى لتحقيق اللقب.” - كارلو أنشيلوتي (ريال مدريد):
“الهزيمة محبطة. علينا معالجة الأخطاء سريعًا قبل فوات الأوان.”
الإعلام والجماهير:
- الجماهير الإنجليزية: اعتبرت الفوز انتقامًا مثاليًا من ريال مدريد بعد إخفاقات سابقة.
- الإعلام الإسباني: انتقادات لاذعة لأنشيلوتي وبعض اللاعبين، مع تساؤلات حول قدرة الفريق على تجاوز الأزمة.
سانتياغو برنابيو يتحول إلى مسرح لانتصارات الخصوم: قرارات بيريز لإعادة الهيبة!
مستقبل الفريقين في دوري الأبطال
- ليفربول:
- يتصدر المجموعة برصيد 15 نقطة.
- ضمن التأهل للأدوار الإقصائية مع سجل مثالي في دور المجموعات.
- ريال مدريد:
- يحتل المركز الثاني برصيد 6 نقاط.
- يحتاج للفوز في المباريات المتبقية لتأمين التأهل، وسط ضغوط جماهيرية هائلة.
خاتمة: هل يتكرر المجد أم يكتب التاريخ من جديد؟
أكد ليفربول خلال هذه المباراة أنه يمتلك الأدوات والقدرات للمنافسة على اللقب الأوروبي، بينما كشفت الهزيمة عن مشاكل جوهرية في ريال مدريد تحتاج إلى حلول عاجلة. مع اقتراب الأدوار الإقصائية، تتزايد التحديات، ويبقى السؤال: هل يستمر ليفربول في مسيرته المظفرة، أم أن ريال مدريد سيعود بقوة ليثبت مكانته كملك دوري الأبطال؟
