في ليلة كروية ملتهبة على ملعب سان ماميس، سقط ريال مدريد أمام أتلتيك بلباو بنتيجة 2-1، في مباراة كشفت عن أوجه قصور عديدة في صفوف الفريق الملكي. كانت المواجهة فرصة لريال مدريد لتقليص الفارق مع برشلونة المتصدر، إلا أن الأخطاء الدفاعية، وغياب الانسجام الهجومي، وإهدار ركلة جزاء من النجم الفرنسي كيليان مبابي، أسهمت جميعها في تكبيد الفريق خسارة موجعة. في المقابل، أظهر أتلتيك بلباو تنظيمًا رائعًا، وروحًا قتالية استغل من خلالها أخطاء خصمه ليحسم اللقاء لصالحه، تاركًا ريال مدريد في أزمة تحتاج إلى تدخل سريع قبل فوات الأوان.
تفاصيل المباراة
الشوط الأول: سيطرة بلباو وتوهان مدريد
انطلقت المباراة وسط أجواء حماسية بفضل جماهير أتلتيك بلباو التي ملأت ملعب سان ماميس.
- ضغط الفريق الباسكي منذ البداية، معتمدًا على سرعة نيكو ويليامز وقوة خط وسطه بقيادة أويهان سانسيت.
- حاول ريال مدريد الرد عبر تحركات كيليان مبابي ورودريغو، لكن الانسجام كان مفقودًا بينهما، بينما بدا فيديريكو فالفيردي بعيدًا عن مستواه المعتاد.
- في الدقيقة 30، ظن مبابي أنه افتتح التسجيل بعد كرة سكنت الشباك، إلا أن الحكم ألغى الهدف بداعي التسلل.
- أخطر فرص ريال مدريد جاءت من ركلة حرة نفذها فالفيردي لكنها ذهبت بعيدًا عن المرمى.
الشوط الثاني: أخطاء قاتلة تحسم النتيجة

- الدقيقة 53: افتتح أليكس بيرينجير التسجيل بعد استغلاله خطأ قاتلًا من الحارس تيبو كورتوا الذي فشل في إبعاد كرة عرضية بطريقة صحيحة.
- الدقيقة 69: حصل ريال مدريد على ركلة جزاء بعد تدخل على أنطونيو روديجر، لكن كيليان مبابي فشل في ترجمتها إلى هدف، حيث تألق الحارس خولين أجيريزابالا وتصدى للكرة بثقة.
- الدقيقة 78: تمكن جود بيلينجهام من تسجيل هدف التعادل بعدما تابع كرة مرتدة من الحارس إثر تسديدة من مبابي. بدا وكأن الريال في طريقه للعودة.
- الدقيقة 80: أتى الرد سريعًا من أتلتيك بلباو، حيث استغل جوركا جوروزيتا خطأ في التمرير من فيديريكو فالفيردي وسجل هدف الفوز بطريقة رائعة.
ريال مدريد 2-0 خيتافي: جود بيلينجهام يتألق وكيليان مبابي يعود لهز الشباك
التحليل الفني
ريال مدريد: أداء باهت وثغرات واضحة
- الأخطاء الدفاعية:
- ظهر خط الدفاع الملكي بمستوى ضعيف، حيث تسبب كورتوا في الهدف الأول بارتكاب خطأ في التمركز.
- الخطأ الأكبر جاء من فيديريكو فالفيردي، الذي قدم تمريرة قاتلة استغلها بلباو لتسجيل هدف الفوز.
- ضعف الهجوم:
- كان كيليان مبابي بعيدًا عن مستواه. إهداره ركلة جزاء للمرة الثانية خلال أسبوع سلط الضوء على تراجع ثقته بنفسه.
- افتقر الهجوم للانسجام بين مبابي ورودريغو، بينما لم يقدم البدلاء مثل براهيم دياز وآردا غولر الإضافة المطلوبة.
- بيلينجهام: النقطة المضيئة الوحيدة:
- واصل جود بيلينجهام تألقه، حيث كان أكثر اللاعبين نشاطًا وسجل هدف ريال مدريد الوحيد.
أتلتيك بلباو: فريق منظم واستغلال مثالي للفرص
- لعب الفريق الباسكي بأسلوب منظم، معتمدًا على الضغط العالي والهجمات المرتدة.
- تألق الحارس خولين أجيريزابالا في التصدي لركلة الجزاء وحماية مرماه من عدة محاولات.
- خطف الثلاث نقاط بفضل استغلاله المثالي للأخطاء الدفاعية للخصم.
ملحمة أنفيلد: ليفربول يسحق ريال مدريد ويشعل دوري أبطال أوروبا 2024
تقييم اللاعبين
ريال مدريد
- تيبو كورتوا (5/10): تصدى لبعض الكرات، لكن خطأه في الهدف الأول كان قاتلًا.
- فران غارسيا (7/10): كان الأفضل دفاعيًا وتميز بأدائه قبل أن يتم استبداله.
- فيديريكو فالفيردي (5/10): قدم أداءً متوسطًا في الشوط الأول، لكنه ارتكب خطأ قاتلًا في الهدف الثاني.
- جود بيلينجهام (8/10): الأفضل في الفريق، حيث أظهر نشاطًا كبيرًا وسجل هدف التعادل.
- كيليان مبابي (3/10): كان بعيدًا تمامًا عن مستواه، حيث أهدر ركلة جزاء وأخفق في تقديم الإضافة.
أتلتيك بلباو
- خولين أجيريزابالا (9/10): قدم مباراة مذهلة وتصدى لركلة جزاء حاسمة.
- أليكس بيرينجير (8/10): سجل هدفًا وكان مصدر إزعاج دائم لدفاع الريال.
- جوركا جوروزيتا (8/10): استغل خطأ فالفيردي ببراعة ليحرز هدف الفوز.
مبابي وبيلينغهام: تحت ضغط التوقعات في ريال مدريد
ما بعد المباراة
كارلو أنشيلوتي تحت الضغط
الهزيمة وضعت المدرب الإيطالي في موقف صعب، حيث واجه انتقادات حادة بشأن اختياراته التكتيكية وعدم إيجاد حلول لإصلاح الأخطاء الدفاعية والهجومية.
كيليان مبابي: أزمة ثقة؟
- إهدار مبابي لركلتي جزاء متتاليتين يثير الشكوك حول قدرته على تحمل الضغوط.
- من المحتمل أن يتم إعادة ترتيب منفذي ركلات الجزاء داخل الفريق.
ترتيب الدوري
- بفقدان النقاط الثلاث، تراجع ريال مدريد بفارق 4 نقاط عن برشلونة المتصدر، مما يزيد من صعوبة اللحاق به في السباق على اللقب.
برشلونة النسائي يُسحق ريال مدريد برباعية نظيفة: هيمنة الكلاسيكو تستمر
خاتمة: دروس من الهزيمة
كشفت مباراة سان ماميس عن ثغرات خطيرة في أداء ريال مدريد، من ضعف التنظيم الدفاعي إلى تراجع المستوى الهجومي. إذا لم يتم معالجة هذه المشاكل بسرعة، فقد يصبح الموسم أكثر تعقيدًا للفريق الملكي.
أما أتلتيك بلباو، فقد أثبت أنه فريق قادر على تحدي الكبار بفضل تنظيمه وروحه القتالية. السؤال الآن: هل يستطيع ريال مدريد النهوض بعد هذه الهزيمة، أم أنها ستكون نقطة تحول سلبية في موسمهم؟