مع انضمام النجوم العالميين كيليان مبابي وجود بيلينغهام إلى ريال مدريد، ارتفعت آمال جماهير الفريق الملكي في تحقيق إنجازات كبيرة خلال الموسم الحالي. لكن مع مرور الأسابيع، بدأ اللاعبان يشعران بضغط كبير نتيجة التوقعات العالية؛ فبينما لا يزال مبابي يبحث عن هدفه الأول مع ريال مدريد، انتهى بيلينغهام أخيرًا من صيامه التهديفي بعد فترة طويلة.
كيليان مبابي: الضغط بسبب “الصفر”
منذ انضمامه إلى ريال مدريد، واجه كيليان مبابي ضغوطًا شديدة؛ فبالرغم من قدراته الكبيرة وسجله الحافل بالأهداف مع باريس سان جيرمان ومنتخب فرنسا، لم يتمكن من افتتاح رصيده التهديفي مع الفريق الملكي حتى الآن. هذا الوضع وضعه في مرمى الانتقادات، حيث بدأت الصحافة والجماهير تتساءل عما إذا كان بإمكانه تلبية التوقعات التي رافقت انتقاله إلى مدريد.
يشعر مبابي بضغط كبير جراء عدم التسجيل، وهو ما يُعرف بـ “ضغط الصفر”. فالفشل في تسجيل هدف حتى الآن مع فريق بحجم ريال مدريد قد يكون مصدرًا للتوتر والإحباط، خاصة أن الجماهير تنتظر منه تقديم أداء مميز يظهر مهاراته الهجومية. في حين أن التكيف مع أسلوب اللعب الجديد وأسلوب فريق مثل ريال مدريد قد يتطلب وقتًا أكثر مما كان متوقعًا، إلا أن الضغط يزداد مع كل مباراة تمر دون أن يسجل.
هذا الوضع يجعل مبابي أمام تحديات متعددة، بدءًا من التأقلم مع نمط اللعب الجماعي لريال مدريد، إلى كيفية الاستفادة من تمريرات زملائه والانخراط في هجمات الفريق. ولعل الضغط المستمر يدفعه إلى التسرع في اتخاذ قراراته أمام المرمى، مما يؤثر سلبًا على فرصه في التسجيل.
ديشان يستبعد مبابي من المنتخب: قرار يثير التساؤلات بين الإصابات والأداء
جود بيلينغهام: التكيف مع الدور المختلف
على الجانب الآخر، يعيش جود بيلينغهام تجربة مختلفة تمامًا؛ فرغم تاريخه الناجح كلاعب وسط هجومي قادر على تسجيل الأهداف، شغل بيلينغهام دورًا جديدًا مع ريال مدريد يتطلب منه العمل كجزء من الفريق بشكل أقل أنانية، مما انعكس على معدل تسجيله للأهداف. مع ذلك، تمكن بيلينغهام من كسر الصيام التهديفي الذي استمر 14 مباراة بتسجيل هدف في مرمى أوساسونا، وهو ما أعاد له الثقة وأعاد الأمل لجماهير الفريق.
وقد صرح بيلينغهام بعد المباراة بأنه فخور بقدرته على التكيف مع دوره الجديد، وأن مساهمته في الفريق لا تقتصر على تسجيل الأهداف فقط، بل تشمل دعمه في مختلف جوانب اللعب. هذه التغييرات تكشف عن مرونة بيلينغهام وقدرته على التأقلم مع متطلبات المدرب والتغييرات التكتيكية، مما يظهر نضجًا كبيرًا في شخصيته كلاعب.
إن بيلينغهام يدرك أن دوره الجديد قد يتطلب منه التضحية بأهدافه الشخصية لصالح الأداء الجماعي، وهو ما أثار إعجاب المشجعين والنقاد على حد سواء. فبدلاً من التركيز على تسجيل الأهداف، يسهم بيلينغهام في بناء الهجمات وتوزيع الكرات، مما يجعله عنصرًا فعالًا في خط وسط ريال مدريد. ورغم الضغط الناتج عن الصيام التهديفي، إلا أنه أبدى التزامًا واضحًا بإتقان دوره الجديد.
ريال مدريد يسحق أوساسونا: فينيسيوس جونيور يسجل ثلاثية مذهلة في ليلة تألق ملكية
مقارنة بين أداء مبابي وبيلينغهام
عند المقارنة بين أداء مبابي وبيلينغهام، نجد أن كلاً منهما يواجه تحديات مختلفة. فمبابي، الذي يُعتبر مهاجمًا صريحًا، يعتمد بشكل أساسي على تسجيل الأهداف، وهذا ما يجعل الصيام التهديفي مسألة حساسة بالنسبة له. أما بيلينغهام، فلديه دور أكثر مرونة حيث يمكنه التأثير في مجريات المباراة بطرق متعددة، مثل المساهمة في صناعة اللعب والسيطرة على خط الوسط.
ورغم أن بيلينغهام واجه صعوبات في التسجيل لفترة طويلة، إلا أن أداؤه ظل ثابتًا وفعّالًا في بناء الهجمات ودعم زملائه. وعلى الجانب الآخر، لا يزال مبابي يحاول التأقلم مع منظومة الفريق، وبحثه عن هدفه الأول يعكس حجم الضغط الذي يتعرض له.
خاتمة: تحديات ونجاحات محتملة
يواجه مبابي وبيلينغهام تحديات كبيرة في محاولتهما لتلبية تطلعات جماهير ريال مدريد. ورغم أن الطريق أمام مبابي لا يزال صعبًا، إلا أن قدرته على تجاوز الضغط قد تساعده في كسر صيامه التهديفي. وبالنسبة لبيلينغهام، يبدو أنه تأقلم مع دوره الجديد، مما يجعل مستواه يتصاعد تدريجيًا ويزيد من إسهاماته في الفريق.
في النهاية، فإن نجاح ريال مدريد يعتمد على مدى قدرة نجومه على التأقلم مع التوقعات وتحقيق التوازن بين الأداء الفردي والجماعي. وبينما يسعى مبابي لإثبات نفسه كمهاجم قادر على التسجيل تحت الضغط، يستمر بيلينغهام في تقديم أداء متوازن وفعّال يخدم الفريق ككل.