في ليلة كروية حافلة بالإثارة، شهدت جماهير سانتياغو بيرنابيو يوم 9 نوفمبر 2024، مباراة استثنائية حقق فيها ريال مدريد فوزًا ساحقًا على أوساسونا بنتيجة 4-0 ضمن منافسات الدوري الإسباني. كان نجم المباراة بلا منازع هو البرازيلي فينيسيوس جونيور الذي سجل ثلاثية رائعة (هاتريك)، مما جعله محط الأنظار ومكن الفريق من الاستمرار في مسيرته القوية نحو صدارة الدوري، رغم الغيابات الكثيرة التي يعاني منها الفريق بسبب الإصابات.
ملخص المباراة وأهدافها: تألق فينيسيوس
بدأت المباراة باندفاع قوي من لاعبي ريال مدريد حيث فرض الفريق سيطرته على مجريات اللعب بفضل التمريرات المحكمة والتحركات الذكية على أرض الملعب.
- الهدف الأول (الدقيقة 34): بعد تمريرة مميزة من جود بيلينغهام، استلم فينيسيوس جونيور الكرة بلمسة بارعة، متجاوزًا مصيدة التسلل بنجاح، وراوغ الحارس سيرجيو هيريرا ليضع الكرة بثقة في الشباك، معلنًا عن بداية الانتصار الملكي.
- الهدف الثاني (الدقيقة 42): أضاف جود بيلينغهام نفسه الهدف الثاني بعد اختراق الدفاع بتسديدة مثالية فوق هيريرا، ليؤكد مجددًا على مهاراته الفائقة ويعزز تقدم ريال مدريد قبل نهاية الشوط الأول.
- الهدف الثالث والرابع (الدقائق 61 و69): في الشوط الثاني، عاد فينيسيوس جونيور ليكمل ثلاثيته الخاصة بأداء هجومي مميز، مسجلًا هدفين إضافيين بلمسات رائعة، مظهرًا انسجامه العالي مع زملائه واستغلاله الرائع للفرص.
أداء اللاعبين: تقييمات بارزة
جاءت المباراة لتؤكد على التماسك التكتيكي للفريق وقوة أدائه، حيث حصل العديد من اللاعبين على تقييمات عالية:
- تيبو كورتوا: أثبت كورتوا مجددًا جدارته كحارس مرمى متميز، حيث حافظ على نظافة شباكه بتصديات بارعة، خاصة في الشوط الأول حين قام بصد عدة محاولات خطيرة من لاعبي أوساسونا.
- داني كارفاخال: كان كارفاخال لاعبًا حاسمًا على الجهة اليمنى، حيث قدّم أداءً دفاعيًا قويًا، وساهم بفاعلية في تقدم الهجمات، مما جعله دعامة دفاعية وهجومية على حد سواء.
- إيدير ميليتاو و ديفيد ألابا: شكل هذا الثنائي عمود الدفاع، حيث أظهر ميليتاو قدراته في قطع الكرات، فيما كان ألابا أكثر تنظيمًا وقدم دورًا قياديًا في توجيه الدفاع وإعداد الهجمات.
- فرلاند ميندي: لعب ميندي دورًا حيويًا على الجهة اليسرى، حيث تمكن من الدفاع بصلابة، بالإضافة إلى انطلاقاته الهجومية التي ساهمت في الضغط على الخصم.
- توني كروس و لوكا مودريتش: أظهر هذا الثنائي خبرتهما الكبيرة في وسط الملعب، حيث سيطر كروس على الإيقاع بتمريراته الدقيقة، بينما أضاف مودريتش لمسة من الإبداع والمرونة الهجومية التي صنعت الفارق.
- فيديريكو فالفيردي: أثبت فالفيردي مجددًا أنه لاعب متعدد المهام، حيث ساهم في الجانب الدفاعي وأضفى الحيوية والنشاط على الهجمات.
- رودريغو غوس و جود بيلينغهام: بينما قدّم رودريغو أداءً هجوميًا مميزًا وخلق فرصًا عديدة، أظهر بيلينغهام قوته كصانع ألعاب بتسجيله هدف وصناعة الهدف الأول، مما جعله شريكًا مثاليًا لـ فينيسيوس.
- فينيسيوس جونيور: بفضل ثلاثيته، كان فينيسيوس بلا شك نجم المباراة. أظهر مهاراته الفردية وسرعته العالية وقدرته على قراءة الدفاعات، مما جعله مهاجمًا خطيرًا لم يتمكن أوساسونا من إيقافه.
فينيسيوس جونيور بين الولاء لريال مدريد وإغراء المليار يورو: هل سيحسم مستقبله قريباً؟
الإحصائيات البارزة والأرقام القياسية
- هاتريك فينيسيوس جونيور هو الثاني له في أقل من شهر، حيث كان قد سجل ثلاثية في مرمى بوروسيا دورتموند في دوري أبطال أوروبا في 22 أكتوبر.
- يمتلك فينيسيوس الآن 11 مساهمة تهديفية في 10 مباريات ضد أوساسونا في الدوري الإسباني، ليصبح هذا الفريق هو الأكثر استقبالاً لأهدافه في البطولة.
- ريال مدريد بلا هزيمة في آخر 19 مواجهة مع أوساسونا، منها 15 انتصارًا و4 تعادلات، وهو إنجاز يبرز تفوق الفريق على هذا الخصم في العقد الأخير.
مبابي وبيلينغهام: تحت ضغط التوقعات في ريال مدريد
تأثير الفوز على مشوار الدوري
هذا الفوز الكبير جاء ليعزز ثقة اللاعبين والجماهير في قدرة ريال مدريد على العودة القوية والمنافسة على صدارة الدوري، خاصة بعد خسارته أمام برشلونة في الكلاسيكو الأخير. كما أن هذا الانتصار قلّص الفارق إلى ست نقاط مع المتصدر برشلونة، مما يعيد الآمال في انتزاع اللقب.
تحديات وإصرار: غيابات الفريق
رغم الغيابات الكثيرة بسبب الإصابات، أظهر ريال مدريد انسجامًا كبيرًا بين خطوطه وتماسكًا واضحًا في أدائه. يأتي هذا الفوز ليؤكد على قوة الفريق الجماعية وإصرارهم على تحقيق الانتصارات حتى في ظل التحديات الصعبة، ويعكس استعدادهم للمنافسة بقوة على كل الألقاب.
سانتياغو برنابيو يتحول إلى مسرح لانتصارات الخصوم: قرارات بيريز لإعادة الهيبة!
الخاتمة:
تألّق فينيسيوس جونيور بثلاثيته وأداء ريال مدريد القوي، جعلا من هذه المباراة لحظة لا تُنسى في موسم الفريق. هذا الانتصار لا يعزز فقط موقف ريال مدريد في الدوري، بل يمنحهم دفعة قوية على الصعيدين المحلي والأوروبي. الفريق الملكي يثبت مجددًا أنه قادر على التحدي والمنافسة حتى في أصعب الظروف، ويبقى على بعد خطوات قليلة فقط من تحقيق ألقاب جديدة لجماهيره العريضة.