في مباراة مثيرة شهدها ملعب تورك تليكوم أرينا في إسطنبول، تمكن فريق غلطة سراي التركي من تحقيق فوز ثمين على توتنهام هوتسبير الإنجليزي بنتيجة 3-2 ضمن منافسات الجولة الرابعة من الدوري الأوروبي. قدم الفريقان عرضًا تنافسيًا قويًا، إلا أن غلطة سراي تمكن من استغلال أفضلية الأرض والجمهور وحسم اللقاء لصالحه، ليتربع على قمة مجموعته ويعزز من فرص تأهله إلى الأدوار النهائية.
مجريات المباراة وأحداثها
بدأت المباراة باندفاع كبير من غلطة سراي، الذي حاول منذ الدقائق الأولى فرض أسلوبه وإحكام سيطرته على مجريات اللعب. وجاء الهدف الأول مبكرًا في الدقيقة 6 عن طريق اللاعب يونس أكغون، الذي سدد كرة قوية من خارج منطقة الجزاء استقرت في شباك الحارس الإنجليزي. هذا الهدف المبكر رفع من معنويات الفريق التركي، مما دفعه لزيادة الضغط على دفاع توتنهام.
لكن توتنهام لم يقف مكتوف الأيدي، فبعد فترة من الضغط نجح اللاعب ويل لانكشير في معادلة النتيجة في الدقيقة 18 بعد تمريرة متقنة من زميله برينان جونسون، لينتهي الشوط الأول بتوازن نسبي بين الفريقين، وإن بدا غلطة سراي أكثر تحكمًا في نسق اللعب.
مع بداية الشوط الثاني، عاد غلطة سراي للسيطرة على وسط الميدان، واستطاع فيكتور أوسيمين، النجم النيجيري المتألق، من تسجيل الهدف الثاني للفريق في الدقيقة 31 من تسديدة قوية من داخل منطقة الجزاء، مستغلًا تمريرة محكمة من زميله دريس ميرتنز. لم يكتفِ أوسيمين بهذا الهدف، حيث عاد وسجل هدفًا ثالثًا في الدقيقة 39، مؤكدًا على تفوق فريقه.
رغم النقص العددي الذي تعرض له توتنهام بعد طرد اللاعب ويل لانكشير في الدقيقة 60 بسبب حصوله على البطاقة الصفراء الثانية، إلا أن الفريق الإنجليزي حاول تقليص الفارق ونجح في ذلك عبر البديل دومينيك سولانكي الذي سجل هدفًا في الدقيقة 69، لكن هذه المحاولة لم تكن كافية للعودة في النتيجة.
أبرز أحداث المباراة
- الاستحواذ: بلغت نسبة استحواذ غلطة سراي 55%، في حين استحوذ توتنهام على 45%، مما يبرز تفوق الفريق التركي على صعيد التحكم في مجريات اللعب.
- التسديدات: سدد غلطة سراي 28 تسديدة منها 10 على المرمى، بينما سدد توتنهام 5 تسديدات منها 3 على المرمى، مما يعكس فعالية هجومية أكبر لصالح غلطة سراي.
- الركنيات: حصل غلطة سراي على 7 ركنيات مقابل 3 لتوتنهام، مما يدل على كثرة محاولاته الهجومية وضغطه المستمر.
مشاركة حكيم زياش وتأثيره في مباراة غلطة سراي ضد توتنهام
شهدت مباراة غلطة سراي وتوتنهام هوتسبير في الجولة الرابعة من الدوري الأوروبي لحظة مثيرة بدخول الدولي المغربي حكيم زياش إلى أرض الملعب كبديل في الدقيقة 73، وسط ترحيب حار من الجماهير التي طال انتظارها لرؤيته يتألق مجددًا بعد فترة من الغياب بسبب الإصابة. رغم قلة الدقائق التي لعبها، إلا أن زياش تمكن من ترك بصمته، حيث أظهر مهاراته العالية وتأثيره الكبير في خط الوسط الهجومي.
بمجرد دخوله، بدأ زياش في تقديم أداء يليق بموهبته، وتمكن من صناعة ثلاث تمريرات حاسمة لزملائه، كانت إحداها قريبة من تحقيق هدف، إلا أنه تم إلغاؤه بداعي التسلل. وبهذه التمريرات الدقيقة، أظهر زياش قدرته على قراءة اللعب وتمركزه الاستراتيجي، مما جعل وجوده في الملعب مؤثرًا رغم قصر المدة. بالإضافة إلى ذلك، نجح زياش في استعادة عدة كرات في مناطق حيوية من الملعب، إحداها استعادها بطريقة مهارية أبهرت الجماهير وزادت من حماسهم لتشجيعه.
كان زياش على وشك تسجيل هدف عندما تهيأت له فرصة مثالية، حيث كان في وضعية جيدة أمام المرمى، لكن زميله في الفريق لم يتمكن من تمرير الكرة له في اللحظة المناسبة، مما حرم غلطة سراي من فرصة تعزيز النتيجة. هذا الموقف أظهر رغبة زياش في التسجيل واستعداده لإضافة المزيد من القيمة الهجومية للفريق.
هذه المشاركة القصيرة نسبيًا تعطي مؤشرًا إيجابيًا لجاهزية زياش للعودة الكاملة، وتعزز من ثقة المدرب أوكان بوروك في إشراكه بشكل أكبر في المباريات القادمة. تأمل الجماهير أن يكون زياش في أفضل حالاته مع استمرار المنافسات، حيث يعدّ وجوده في تشكيلة الفريق إضافة قوية لخط الوسط الهجومي بفضل رؤيته الثاقبة وتمريراته الحاسمة التي تشكل تهديدًا دائمًا لخصوم الفريق.
مانشستر يونايتد يكسر الصيام بانتصار مثير على باوك: تألق ديالو ورحلة الصعود من جديد!
تألق فيكتور أوسيمين وحضوره القوي
كان النجم النيجيري فيكتور أوسيمين نجم المباراة بلا منازع، إذ سجل هدفين رائعين أكدا على قيمته العالية في تشكيلة الفريق. أوسيمين يُعد من أبرز الهدافين في الدوري الأوروبي هذا الموسم، وقد أظهر براعته الكبيرة في التمركز واستغلال الفرص السانحة. منذ انضمامه إلى غلطة سراي، تمكن من تسجيل 6 أهداف في 8 مباريات، مما جعله يُثبت مكانته كلاعب لا غنى عنه في هجوم الفريق.
تصريحات المدربين بعد المباراة
عقب نهاية المباراة، أعرب المدربان عن آرائهما حول مجريات اللقاء ونتيجته.
- أنجي بوستيكوغلو، مدرب توتنهام، أشار إلى تأثير الطرد على فريقه وقال:
“الطرد كان نقطة تحول حاسمة في المباراة، كنا نأمل في تحقيق نتيجة إيجابية لكن اللعب بنقص عددي جعل الأمور صعبة. علينا العمل على تحسين أدائنا في المباريات المقبلة.”
- من جهته، أشاد أوكان بوروك، مدرب غلطة سراي، بأداء فريقه وأكد على روح الفريق وقال:
“سعيد بهذا الفوز الكبير على فريق قوي مثل توتنهام. اللاعبون قدموا كل ما لديهم اليوم، وهذا الانتصار يعزز من فرصنا في التأهل إلى المرحلة المقبلة.”
عبد العزيز برادة: أسطورة مغربية رحلت وذكراها خالدة في قلوب الجماهير
ترتيب المجموعة بعد المباراة وتأثير النتيجة
بهذا الفوز، ارتفع رصيد غلطة سراي إلى 10 نقاط، مما وضعه في صدارة مجموعته في الدوري الأوروبي، ليصبح على بُعد خطوة من التأهل إلى الأدوار النهائية. في المقابل، تجمد رصيد توتنهام عند 9 نقاط في المركز الثاني، مما يزيد الضغط على الفريق الإنجليزي في المباريات القادمة لضمان التأهل.
ديشان يستبعد مبابي من المنتخب: قرار يثير التساؤلات بين الإصابات والأداء
تقييم أداء الفريقين وتأثير مشاركة زياش
أظهر غلطة سراي تفوقًا واضحًا على توتنهام، حيث نجح في فرض أسلوبه واستغلال تراجع الفريق الإنجليزي، خصوصًا بعد الطرد الذي أثر على تركيز توتنهام وخططه الدفاعية والهجومية. ورغم مشاركة حكيم زياش في الشوط الثاني كبديل، إلا أن حضوره أثبت قيمة إضافية لخط الوسط الهجومي، إذ تمكن من تقديم تمريرات حاسمة واسترجاع كرات حيوية، مما عزز من تحركات الفريق التركي الهجومية. أثبت غلطة سراي بفضل الأداء الجماعي والتنظيم الدفاعي قدرته على التفوق على توتنهام، خاصةً مع الإضافة الفنية لزياش.
النظرة المستقبلية لغلطة سراي وتوتنهام
مع تصدر غلطة سراي مجموعته في الدوري الأوروبي، يظهر الفريق طموحًا كبيرًا لمواصلة الأداء القوي والتقدم نحو الأدوار النهائية، خاصةً مع عودة حكيم زياش بشكل تدريجي إلى تشكيلة الفريق الأساسية، مما يعزز من قوة خط الوسط الهجومي ويزيد من تنوع الخيارات التكتيكية للمدرب أوكان بوروك. تبرز إمكانية استفادة الفريق من مهارات زياش في صناعة اللعب وتوزيع الكرات، ما يجعل الفريق أكثر قوة وتماسكًا.
في المقابل، يواجه توتنهام تحديات كبيرة تتطلب منه تحقيق نتائج إيجابية في المباريات المقبلة لضمان تأهله، خاصةً مع اشتداد المنافسة في المجموعة. الفريق الإنجليزي بحاجة إلى إعادة تنظيم دفاعه وتحسين فعاليته الهجومية، لضمان استمراره في المنافسة الأوروبية وتفادي الإقصاء.
ختام المباراة وتأكيد الطموح الأوروبي لغلطة سراي
يعد هذا الفوز خطوة مهمة نحو إثبات الذات على الساحة الأوروبية، حيث أظهر غلطة سراي قدرته على المنافسة ضد الفرق الكبيرة، ويعكس هذا الانتصار رغبة الفريق في تحقيق إنجازات أوروبية. نجاح غلطة سراي في هذه المباراة يعزز من حظوظه للوصول إلى مراحل متقدمة، بينما يبقى توتنهام أمام اختبار حقيقي للعودة بقوة في الجولات القادمة.