في ليلة أوروبية عادت معها البهجة إلى صفوف مانشستر يونايتد، تمكّن الفريق الإنجليزي من تحقيق فوز هام على باوك بنتيجة 2-0 في إطار منافسات الدوري الأوروبي. جاءت هذه المباراة بعد سلسلة من النتائج المخيبة للآمال أوروبياً، إذ يعد هذا الفوز الأول لمانشستر يونايتد في المسابقة الأوروبية منذ 24 أكتوبر 2023 ضد كوبنهاغن، وهو ما أنهى ست مباريات دون انتصار.
الشوط الأول: بداية حذرة وتغييرات في التشكيلة
بدأ الشوط الأول بحذر واضح من كلا الفريقين، حيث اعتمد المدرب المؤقت على بعض التغييرات في التشكيلة الأساسية. إذ قام روي فان نيستلروي بإشراك جوني إيفانز وفيكتور ليندلوف في مركز قلب الدفاع بدلاً من الثنائي ليساندرو مارتينيز وماتياس دي ليخت، كما اعتمد على أماد ديالو بديلاً لـماركوس راشفورد في خط الهجوم. جاءت هذه التعديلات لتعزز من الأداء الدفاعي للفريق، وتضفي عنصر السرعة في خط الهجوم.
كانت محاولات مانشستر يونايتد للسيطرة على مجريات اللعب واضحة من الدقائق الأولى، إذ لجأ الفريق إلى تناقل الكرة بشكل سريع عبر وسط الملعب، محاولاً خلق ثغرات في دفاعات باوك. وبرز أماد ديالو في خلق الفرص الهجومية بفضل تحركاته الذكية وتمريراته الدقيقة.
الشوط الثاني: تحول هجومي وتألق ديالو
مع بداية الشوط الثاني، بدت نوايا مانشستر يونايتد واضحة في تحقيق التقدم، حيث زاد الفريق من ضغطه الهجومي على دفاعات باوك. وجاء الهدف الأول في الدقيقة 55 عبر النجم أماد ديالو، الذي أضاف حيوية وديناميكية إلى خط الهجوم وسجل الهدف بلمسة فنية رائعة بعد تمريرة متقنة من الحارس أندريه أونانا، الذي قام بدور محوري في بناء الهجمات من الخلف.
بعد الهدف الأول، واصل مانشستر يونايتد هجماته بحثًا عن تعزيز النتيجة، ولم يمر وقت طويل حتى جاء الهدف الثاني في الدقيقة 70، عندما سجّل ماسون غرينوود هدفًا آخر بفضل تسديدة قوية وجدت طريقها إلى الشباك. أعطى هذا الهدف الثقة لفريق مانشستر يونايتد واستمر في التحكم بمجريات المباراة حتى النهاية.
معركة في فيلا بارك: هل ينجو مانشستر يونايتد بعودة فيرنانديز وسط الإصابات؟
تأثير المدرب الجديد والتحديات المقبلة
من المتوقع أن يبدأ المدرب الجديد روبن أموريم مهامه مع الفريق ابتداءً من يوم الاثنين المقبل، وسيواجه تحديات كبيرة في تعزيز الاستقرار الفني للفريق بعد هذه الفترة المتذبذبة في الأداء الأوروبي. سيحتاج أموريم إلى استغلال الفوز الأخير كدفعة معنوية لبناء أساس قوي واستعادة الثقة في صفوف الفريق، خاصة بعد النتائج المخيبة السابقة.
مانشستر يونايتد يتعاقد مع المدرب البرتغالي روبن أموريم: بداية عهد جديد
الأداء البارز للاعبي باوك
لم يكن فريق باوك خصمًا سهلًا، فقد أظهر بعض اللاعبين أداءً مميزًا، وعلى رأسهم مادي كامارا، الذي لعب دور صانع الألعاب ونجح في خلق العديد من الفرص الخطيرة، ما جعله يشبه إلى حد ما دور برونو فيرنانديز في فريق مانشستر يونايتد. ورغم عدم تمكنهم من التسجيل، إلا أن كامارا أثبت قدراته في وسط الملعب، وساهم بشكل كبير في التنظيم الهجومي لباوك.
تحليل الأداء الفني والتكتيكي
ظهر مانشستر يونايتد بتكتيك هجومي محكم، مع الاعتماد على التحرك بدون كرة وخلق المساحات. اعتمد المدرب فان نيستلروي على تكثيف خط الوسط وتوزيع الهجمات عبر الأطراف، كما لعب أندريه أونانا دوراً بارزاً من خلال بناء الهجمات من الخلف وتوزيع الكرات الطويلة بدقة. كان لأداء أماد ديالو الفعال في خط الهجوم تأثير كبير على خلق الفرص، حيث شكل تهديدًا مستمرًا على دفاعات باوك.
في المقابل، اعتمد باوك على التنظيم الدفاعي وتكثيف اللاعبين في منطقة الوسط لإيقاف زخم هجمات يونايتد. لكن ضعف خط الهجوم وعدم القدرة على استغلال الفرص أثر على قدرتهم في مجاراة إيقاع المباراة، وظهر ذلك جلياً في الصعوبة التي واجهوها في اختراق دفاعات يونايتد.
مانشستر يونايتد يقترب من ضم عثمان ديمبيلي: الحل المثالي لأزمة الهجوم!
تقييم أداء اللاعبين
- أندريه أونانا (7/10): قدم الحارس الكاميروني أداءً جيدًا، حيث تصدى لعدة محاولات خطيرة من باوك. تميزت تمريراته الطويلة بالدقة، مما ساهم في بناء الهجمات من الخلف.
- نصير مزراوي (8/10): أظهر الظهير الأيمن المغربي أداءً مميزًا، حيث كان نشطًا في الهجوم والدفاع. تعاون بشكل جيد مع أماد ديالو على الجهة اليمنى، مما أضاف ديناميكية لهجمات الفريق.
- فيكتور ليندلوف (6/10): قدم المدافع السويدي أداءً مقبولًا، حيث قام بمهامه الدفاعية دون أخطاء تذكر، لكنه لم يبرز بشكل لافت.
- جوني إيفانز (6/10): على غرار ليندلوف، كان أداء إيفانز مستقرًا، حيث تعامل مع هجمات باوك بفعالية دون ارتكاب أخطاء.
- ديوغو دالوت (4/10): لم يكن في أفضل حالاته، حيث لم يتعاون بشكل جيد مع غارناتشو على الجهة اليسرى. تسبب خطأه في بداية المباراة في فرصة خطيرة لباوك.
- مانويل أوغارتي (5/10): كان أداؤه أفضل في الجانب الدفاعي، حيث استعاد العديد من الكرات، لكنه لم يكن فعالًا في بناء الهجمات.
- كاسيميرو (6/10): قدم أداءً ثابتًا، حيث ساهم في الدفاع والهجوم. استفاد من الحرية التي منحها له المدرب، مما سمح له بالتقدم والمشاركة في الهجمات.
- برونو فيرنانديز (5/10): لم يكن في أفضل حالاته، حيث كانت ركنياته غير دقيقة. رغم ذلك، قدم تمريرة حاسمة لهدف الفريق الأول.
- أماد ديالو (9/10): كان نجم المباراة بلا منازع، حيث سجل هدفي الفريق. أظهر حيوية ونشاطًا في الهجوم، وكان مصدر إزعاج لدفاع باوك.
- أليخاندرو غارناتشو (4/10): لم يقدم الأداء المتوقع، حيث بدا مترددًا في اتخاذ القرارات في الثلث الأخير من الملعب، مما أثر على فعالية الهجمات.
- راسموس هويلوند (3/10): كان غائبًا تقريبًا عن مجريات المباراة، حيث لم يساهم بشكل فعال في الهجوم، ولم يشكل تهديدًا على مرمى باوك.
البدلاء:
- ماركوس راشفورد (6/10): عند دخوله، أضاف حيوية للهجوم، وكاد أن يسجل هدفًا في الدقائق الأخيرة.
- ليساندرو مارتينيز (6/10): عزز الدفاع عند دخوله، وساهم في الحفاظ على نظافة الشباك.
- كريستيان إريكسن (5/10): أضاف بعض السيطرة في وسط الملعب، وساهم في تنظيم اللعب.
بشكل عام، كان أداء الفريق جيدًا، مع تألق بعض اللاعبين مثل أماد ديالو ونصير مزراوي، بينما يحتاج آخرون إلى تحسين أدائهم في المباريات المقبلة.
ألفونسو ديفيز: نجم بايرن ميونيخ في قلب صراع ريال مدريد، برشلونة، ومانشستر يونايتد!
خاتمة وتحليل نهائي
يعتبر هذا الفوز نقطة تحول بالنسبة لمانشستر يونايتد، حيث يعزز من فرص الفريق في التأهل إلى الأدوار المتقدمة في الدوري الأوروبي. استعرض الفريق قدراته الهجومية وأثبت تفوقه من خلال الأداء المتكامل، في وقتٍ يحتاج فيه لاستمرار هذا المستوى مع قدوم المدرب الجديد روبن أموريم.
في الجهة المقابلة، يحتاج باوك إلى تحسين أداءه الهجومي واستغلال الفرص بشكل أفضل، خاصة مع تميّز لاعبين مثل مادي كامارا، الذي أظهر إمكانيات كبيرة في وسط الملعب.