في واحدة من أكبر مفاجآت دوري أبطال أوروبا لهذا الموسم، استطاع سبورتينغ لشبونة البرتغالي تحقيق فوز كبير على مانشستر سيتي الإنجليزي بنتيجة 4-1 في المباراة التي جمعت بينهما في ملعب خوسيه ألفالادي ضمن الجولة الرابعة من دور المجموعات. ورغم أن مانشستر سيتي، بقيادة مدربه بيب جوارديولا، كان أحد أبرز المرشحين لتحقيق الفوز في هذه المباراة، إلا أن سبورتينغ لشبونة نجح في قلب التوقعات بفضل أداء تكتيكي استثنائي، وروح قتالية منحت الفريق البرتغالي النقاط الثلاث.
مجريات الشوط الأول: بداية قوية للسيتي ورد سريع من سبورتينغ
بدأ مانشستر سيتي المباراة بقوة وسيطرة واضحة على الكرة، حيث حاول الفريق الإنجليزي استغلال الضغط العالي لإرباك دفاع سبورتينغ. وتمكن فيل فودين من تسجيل الهدف الأول مبكرًا في الدقيقة الرابعة بعد تمريرة متقنة من برناردو سيلفا، ما منح السيتي أفضلية نفسية كبيرة منذ بداية المباراة.
لكن سبورتينغ لشبونة، بقيادة مدربه روبن أموريم، لم يتأثر بالهدف، وبدأ في استعادة الثقة بعد الدقيقة العاشرة. أظهر الفريق تنظيمًا عاليًا في خط الوسط، مع محاولات لاعتماد الهجمات المرتدة التي شكلت تهديدًا على دفاع مانشستر سيتي. ونجح فيكتور غيوكيريس في إدراك التعادل في الدقيقة 38 بعد تمريرة من بيدرو غونزالفيش، ما أعاد المباراة إلى نقطة الصفر وأدخل الشك في صفوف السيتي.
الحذاء الذهبي الأوروبي 2024/25: هل يحسمه ليفاندوفسكي أم يتفوق هالاند وكين؟
الشوط الثاني: انهيار دفاعي غير متوقع لمانشستر سيتي وتألق هجومي لسبورتينغ
دخل سبورتينغ لشبونة الشوط الثاني بنية واضحة للسيطرة على مجريات اللعب، وبالفعل، تمكن من تسجيل الهدف الثاني عن طريق ماكسيميليانو أراوخو في الدقيقة 46، والذي جاء بعد خطأ دفاعي من مانشستر سيتي. هذا الهدف زاد من تماسك الفريق البرتغالي ومنحهم الثقة اللازمة لمواصلة الهجوم.
لم يمضِ سوى دقائق حتى تمكن فيكتور غيوكيريس من تسجيل هدفه الثاني في الدقيقة 49، ليضيف مزيدًا من الضغط على مانشستر سيتي الذي ظهر بمستوى دفاعي ضعيف. واستمر سبورتينغ في فرض أسلوبه الهجومي، ليعود غيوكيريس مجددًا في الدقيقة 80 ويسجل هدفه الثالث في المباراة (هاتريك)، مؤكدًا تفوق سبورتينغ لشبونة الكاسح في هذه المواجهة.
إيرلينغ هالاند إلى برشلونة: الصفقة التي قد تعيد النادي إلى قمة المجد
التحليل التكتيكي للفريقين:
سبورتينغ لشبونة:
- الضغط المنظم والتحول السريع:
برع سبورتينغ لشبونة في تنظيم ضغطه المتأخر بشكل يجعل مانشستر سيتي يفقد السيطرة على الكرة بسرعة. اعتمد الفريق البرتغالي على الضغط الجماعي لاستعادة الكرة بسرعة، ونجح في تضييق المساحات على لاعبي الوسط لدى السيتي، مما صعّب عليهم تنفيذ التمريرات الطويلة أو بناء الهجمات بسهولة. كانت خطة التحول السريع عند استعادة الكرة فعّالة للغاية، حيث يتم التقدم للأمام بشكل منظم وسريع. - التنظيم الدفاعي الجيد:
لعب سبورتينغ بخطوط متقاربة مع تمركز جيد في الدفاع، حيث أغلقت المساحات أمام مهاجمي السيتي، خاصة أمام برناردو سيلفا وفيل فودين. تميز الفريق بتنسيق دقيق بين خط الوسط والدفاع، مما ساعد على قطع العديد من التمريرات ومنع السيتي من الوصول لمنطقة الجزاء. هذا التنظيم الدفاعي أجهض محاولات مانشستر سيتي لاختراق دفاع سبورتينغ وحافظ على استقرار الفريق البرتغالي. - التنويع في الهجوم:
نجح سبورتينغ في إرباك دفاع مانشستر سيتي من خلال تنويع أساليب الهجوم. قام الفريق بمزج الكرات العرضية مع الاختراقات من العمق، ما زاد من صعوبة مهمة الدفاع على السيتي. برز فيكتور غيوكيريس بتحركاته الذكية وقدرته على استغلال الفرص، حيث شكل تهديدًا مستمرًا لدفاع السيتي عبر التمركز الصحيح والتحرك بين المدافعين، مما جعل محاولات السيتي لإيقافه تبدو بلا جدوى.
فيكتور جيوكيريش: المهاجم السويدي يشعل صراع الأندية الأوروبية الكبرى!
مانشستر سيتي:
- الاعتماد المفرط على التمرير من العمق:
على الرغم من السيطرة المبدئية لمانشستر سيتي وتقدمه بهدف، إلا أن الفريق افتقر للتنويع الهجومي، حيث اعتمد بشكل كبير على التمريرات الطويلة من العمق. لم تكن هذه الخطة فعّالة، حيث كان دفاع سبورتينغ مستعدًا تمامًا للضغط وإغلاق المساحات أمام مهاجمي السيتي. أدى الاعتماد على هذا الأسلوب الواحد إلى إضعاف قدرة السيتي على مفاجأة دفاع سبورتينغ أو خلق فرص حقيقية. - التراجع في الدفاع بعد الهدف الأول:
بعد تسجيل الهدف الأول، بدأ مانشستر سيتي يفقد التنظيم الدفاعي واندفع لاعبوه للأمام، ما أدى إلى ظهور فجوات واضحة في الخط الخلفي. استغل سبورتينغ هذه الفجوات بفعالية من خلال التحولات السريعة، حيث كانت الدفاعات المكشوفة للسيتي عرضة للهجمات المرتدة المتكررة، مما سمح لسبورتينغ بتعزيز النتيجة وإحكام قبضته على المباراة. - قلة الفعالية في التغييرات:
فشل بيب جوارديولا في تعديل خطته أو إجراء تغييرات تكتيكية تساهم في استعادة التوازن بعد تأخر الفريق. حافظ مانشستر سيتي على تشكيلته المعتادة، دون تغييرات تعزز الهجوم أو تساعد على تقوية الدفاع، ما جعل الفريق يفتقر إلى المرونة التكتيكية اللازمة لاستعادة السيطرة على مجريات المباراة.
السقوط الكبير: خسارة مانشستر سيتي تكشف مشاكل غوارديولا
أداء اللاعبين وتأثيرهم على مجريات المباراة
- فيكتور غيوكيريس (سبورتينغ لشبونة):
كان النجم الأبرز في المباراة بتسجيله ثلاثة أهداف، حيث تميز بالسرعة والدقة في التسديد، بالإضافة إلى قدرته على التحرك بين دفاعات مانشستر سيتي واستغلال الفرص. - بيدرو غونزالفيش (سبورتينغ لشبونة):
تألق في صناعة اللعب وقدم تمريرات حاسمة، ونجح في خلق مساحات لزملائه بفضل رؤيته الجيدة للملعب وتحركاته الذكية بين الخطوط. - برناردو سيلفا (مانشستر سيتي):
بدأ المباراة بشكل جيد وكان له تأثير كبير في الشوط الأول، لكنه تراجع بسبب الضغط العالي من لاعبي سبورتينغ. لم يتمكن من صنع الفرص الكافية للمهاجمين بسبب التضييق عليه من خط وسط الخصم. - روبن دياز (مانشستر سيتي):
واجه دياز صعوبة في التعامل مع تحركات لاعبي سبورتينغ السريعة، ولم يظهر بمستواه المعتاد في تنظيم الدفاع، مما ساهم في انهيار الخط الخلفي.
دور المدرب روبن أموريم في تحقيق الفوز
كان للمدرب روبن أموريم دور كبير في تحقيق هذا الانتصار الكبير لسبورتينغ لشبونة، حيث أظهر قدرة تكتيكية عالية وأعدّ فريقه بشكل مميز لمواجهة مانشستر سيتي. اعتمد أموريم على أسلوب الضغط المنظم والتركيز على التحولات السريعة، ما أربك سيتي وفرض أسلوب لعب يناسب إمكانيات فريقه. ركز أموريم على إغلاق المساحات في الوسط وإحباط هجمات السيتي، مع توجيه اللاعبين للاستفادة القصوى من الفرص المتاحة أمام مرمى الخصم. مهاراته التكتيكية، إضافةً إلى قيادته الحازمة، أظهرت قدرته على التعامل مع الخصوم الأقوياء وجعلت فريقه يظهر بصورة فريق متكامل، قادر على تحقيق المفاجآت في البطولات الكبرى.
مانشستر يونايتد يتعاقد مع المدرب البرتغالي روبن أموريم: بداية عهد جديد
التداعيات المستقبلية للمباراة على الفريقين
سبورتينغ لشبونة:
فوز سبورتينغ على مانشستر سيتي يمنحه ثلاث نقاط ثمينة تزيد من فرصه في التأهل للأدوار الإقصائية. يعكس هذا الانتصار قدرة الفريق البرتغالي على المنافسة أمام الفرق الكبرى، مما يمنحه دفعة معنوية وثقة في المباريات القادمة.
مانشستر سيتي:
رغم أن مانشستر سيتي من المرشحين البارزين للفوز بالبطولة، إلا أن هذه الخسارة تظهر بعض المشكلات الدفاعية التي يجب حلها. يتعين على جوارديولا إجراء تغييرات تكتيكية وتحسين أداء الفريق الدفاعي للحفاظ على فرصهم في تحقيق اللقب.
6. خلاصة وتوقعات مستقبلية
كانت مباراة سبورتينغ لشبونة ومانشستر سيتي درسًا تكتيكيًا كبيرًا في كيفية التغلب على الفرق القوية من خلال تنظيم دفاعي جيد وهجوم منظم. أظهر سبورتينغ أن كرة القدم مليئة بالمفاجآت، وأن الفريق المتماسك يمكن أن يحقق نتائج كبيرة. في المقابل، يحتاج مانشستر سيتي إلى مراجعة أدائه الدفاعي وإيجاد حلول للتعامل مع الفرق التي تعتمد على الضغط العالي والمرتدات.