بقلوب يعتصرها الحزن، ننعى رحيل اللاعب المغربي عبد العزيز برادة، الذي ترك بصمة لا تُنسى في عالم كرة القدم. لقد كان برادة مثالاً للعزيمة والتفاني، حيث أبدع في صفوف الأندية الأوروبية والعربية، ورفع اسم بلاده في المحافل الدولية. إن مسيرته الرياضية لم تكن مجرد رحلة بين الأندية، بل كانت مزيجاً من الإصرار والطموح، تاركًا أثرًا لا يمحى في قلوب محبيه وعشاق كرة القدم.
النشأة والمسيرة المبكرة
عبد العزيز برادة وُلد عام 1989 في فرنسا لأسرة مغربية، وتربى على حب الكرة، لينضم مبكرًا إلى أكاديمية باريس سان جيرمان، حيث أظهر موهبة مبكرة جعلته ينتقل سريعًا إلى مستوى الاحتراف. انتقاله إلى خيتافي في الدوري الإسباني كان بداية لمسيرته، حيث لعب للفريق الثاني قبل أن يثبت نفسه في الفريق الأول، ويسجل أهدافًا لا تُنسى، منها هدفه الشهير ضد أتلتيكو مدريد، الذي أظهر فيه تميزًا مهاريًا وضعه في مصاف اللاعبين الواعدين.
التألق في خيتافي
في الدوري الإسباني، أظهر برادة إمكانيات كبيرة، مما جعله عنصرًا أساسيًا في تشكيلة خيتافي. خلال موسميه هناك، برز كصانع ألعاب موهوب ومهاجم فعال، محققًا أداءً لافتًا ساعد الفريق في تجنب الهبوط. وكان برادة لاعبًا محببًا لدى الجماهير الإسبانية، خاصة بعد أدائه القوي أمام الفرق الكبرى، مما جعل اسمه يتردد في أوساط الدوري الإسباني كموهبة صاعدة من الطراز الرفيع.
الرحلة الدولية مع المنتخب المغربي
مثل برادة المغرب لأول مرة في 2011، حيث كان لاعبًا مؤثرًا في خط وسط المنتخب المغربي، وساهم بأهدافه الأربعة في 28 مباراة دولية. وعلى الرغم من أن مشاركاته لم تصل به إلى كأس العالم، إلا أن دوره كان محوريًا في مباريات عديدة خلال مشاركاته الدولية. عبّر برادة في عدة مناسبات عن فخره بتمثيل المغرب، مشيرًا إلى أن اللعب لبلده كان دائمًا مصدر سعادة له، مؤكداً أن حبه للجماهير المغربية هو ما يحفزه على تقديم أفضل ما لديه.
التنقلات بين الأندية والتحديات
في عام 2013، انتقل برادة إلى الجزيرة الإماراتي، حيث أكمل مسيرة مميزة مسجلًا عشرة أهداف في 22 مباراة، ليصبح محط أنظار العديد من الأندية. في عام 2014، انتقل إلى أولمبيك مارسيليا الفرنسي، حيث قدم أداءً قويًا، على الرغم من التحديات التي واجهها. بعد مارسيليا، تنقل برادة بين عدة أندية، منها الشحانية القطري، وأنطاليا سبور التركي، وواجه تحديات تتعلق بالإصابات، إضافة إلى بعض المشكلات التعاقدية، التي عرقلت استمراره بشكل مستقر.
مسيرة مليئة بالعزيمة والإلهام
رغم التحديات التي واجهها برادة في السنوات الأخيرة، إلا أن مسيرته تشكل مصدر إلهام للكثيرين، إذ استمر في متابعة حلمه كلاعب محترف، متجاوزًا عقبات عدة. عبر برادة عن اعتزازه بمسيرته، حتى وإن لم تكتمل بالطريقة التي كان يأملها. وقال في إحدى مقابلاته إنه فخور بكل خطوة، لأنها منحته الفرصة للتعرف على ثقافات مختلفة وتطوير شخصيته على المستوى الرياضي والشخصي.
رسائل تعزية وحزن عميق
في يوم 24 أكتوبر 2024، وصل الخبر المفجع بوفاة برادة إثر سكتة قلبية مفاجئة في فرنسا. نعاه زملاؤه السابقون، وأبدى لاعبو المنتخب المغربي مثل أشرف حكيمي ورومان سايس حزنهم العميق، وشاركت أندية مارسيليا وقادش في تقديم رسائل تعزية عبر منصاتها الرسمية. جماهير الكرة المغربية والعالمية عبرت عن حزنها لخسارة لاعب أحبته، مؤكدين أنه سيظل في الذاكرة.
إرث خالد ومثال يُحتذى به
يترك عبد العزيز برادة إرثًا خالدًا في كرة القدم المغربية، فقد كان مثالًا للعزيمة والالتزام، وتقديرًا لجهوده وإسهاماته في رفع اسم المغرب في الساحات الدولية. كان برادة نموذجًا للاعب الذي يتحدى الصعوبات، ويبقى على اتصال بجذوره وبلده، محبًا لوطنه، وفخورًا بتمثيله.
تعزية ورسالة وفاء
يودع كوورة بوكس عبد العزيز برادة بكلمات لا تعبر تمامًا عن مكانته الكبيرة في قلوب عشاق كرة القدم المغربية والعالمية. مسيرة هذا اللاعب ستظل ذكرى خالدة تُلهم الأجيال الصاعدة، وتؤكد أن الالتزام والعزيمة هما مفتاح النجاح. باسم كوورة بوكس، نقدم تعازينا الخالصة لعائلته وللجماهير المغربية، راجين من الله أن يتغمده بواسع رحمته.