منذ أن تولى إنزو ماريشيا مهمة تدريب تشيلسي في بداية موسم 2024-2025، شهد النادي تغيرًا جذريًا في الأداء على مستوى الهجوم والدفاع. في هذه المرحلة من الموسم، يحتل تشيلسي مكانة مرموقة في جدول الدوري، حيث يتصدر قائمة الفرق من ناحية تسجيل الأهداف بـ 16 هدفًا في أول سبع مباريات، خلف مانشستر سيتي فقط. هذا التحسن في الأداء يعد دليلًا على نجاح ماريشيا في إعادة إحياء الفريق وتطوير اللاعبين.
1. النهج التكتيكي لإنزو ماريشيا
عندما تولى ماريشيا تدريب تشيلسي بعد فترة بوكيتينو، أدخل تغييرات تكتيكية عميقة على طريقة لعب الفريق. أبرز هذه التغييرات كان التركيز على الهجوم المتنوع والتحكم في الوسط. ماريشيا استخدم نظام الضغط العالي مع تفعيل الدور الدفاعي لـ مويزيس كايسيدو، الذي أصبح يتحكم في وتيرة اللعب ويوفر الحماية للخطوط الخلفية.
في الهجوم، اعتمد ماريشيا على إبداع اللاعبين مثل كول بالمر ونيكولاس جاكسون، حيث منحهم حرية التحرك والضغط على خطوط الدفاع الخصم. مع 27 فرصة كبيرة تم خلقها حتى الآن، يعد تشيلسي واحدًا من أكثر الفرق التي تخلق فرصًا خطيرة.
2. تحسين أداء اللاعبين: من لاعبين على الهامش إلى نجوم بارزين
تحت قيادة ماريشيا، شهد العديد من اللاعبين تحسينًا ملحوظًا في مستواهم. على سبيل المثال، نيكولاس جاكسون الذي كان يواجه صعوبات في تسجيل الأهداف الموسم الماضي، أصبح الآن أكثر كفاءة في إنهاء الفرص، مسجلاً 4 أهداف من فرص متوقعة بلغت 5. كما أن نوني مادويكي، الذي كان له دور ثانوي في الموسم الماضي، أصبح الآن جزءًا أساسيًا من خط الهجوم، مسجلاً 5 أهداف في 8 مباريات.
3. كول بالمر: القائد الجديد للهجوم
كول بالمر كان محور التحول الهجومي في تشيلسي. بعد أن سجل 6 أهداف في أول سبع مباريات، أصبح بالمر أحد أبرز اللاعبين في الدوري الإنجليزي. وفقًا لتقارير World Soccer Talk، انتقال بالمر إلى مركز الهجوم المباشر تحت قيادة ماريشيا ساعد في استغلال إمكانياته كصانع ألعاب وهداف في آنٍ واحد. هذا التنوع في الأدوار مكنه من قيادة الفريق لتحقيق انتصارات كبيرة مثل الفوز 4-2 على برايتون و6-2 على ولفرهامبتون.
4. الاستفادة من إرث بوكيتينو
على الرغم من مغادرة ماوريسيو بوكيتينو للنادي، إلا أن الفريق كان في وضع جيد نسبيًا مع نهايته الموسم الماضي. بوكيتينو ساعد في وضع الأسس لتحسين الفريق من خلال الوصول إلى نصف نهائي كأس الاتحاد الإنجليزي والنهائي في كأس الرابطة. ومع ذلك، فإن نجاح ماريشيا كان في تحويل هذه الأسس إلى قوة هجومية واضحة ومتماسكة.
5. التحديات القادمة: اختبارات حاسمة ضد الكبار
رغم البداية القوية لتشيلسي تحت قيادة ماريشيا، هناك تحديات كبيرة في المستقبل القريب. المباريات القادمة ضد فرق مثل ليفربول، مانشستر يونايتد، وأرسنال ستكون اختبارًا حقيقيًا لقوة الفريق واستمراريته. إذا استطاع تشيلسي اجتياز هذه المباريات بنجاح، فإنهم سيكونون في وضع قوي للتأهل إلى دوري أبطال أوروبا وربما المنافسة على المراكز المتقدمة في الدوري.
6. هل تشيلسي مرشح للقب هذا الموسم؟
بالرغم من الأداء الممتاز تحت قيادة ماريشيا، إلا أن العديد من المحللين يرون أن الفريق ما زال بحاجة إلى الوقت لتحقيق التوازن الكامل. الفريق مليء بالمواهب الشابة، لكنه يفتقر إلى الخبرة المطلوبة للمنافسة على اللقب. وفقًا لتوماس هيزلسبيرغر، فإن تشيلسي في طريقه الصحيح، ولكن من المرجح أن يحتاج الفريق إلى موسم إضافي قبل أن يصبح منافسًا حقيقيًا على اللقب.
الخاتمة
تشيلسي تحت قيادة إنزو ماريشيا قد تحول من فريق يعاني إلى أحد أقوى الفرق الهجومية في الدوري الإنجليزي. مع تحسن كبير في الأداء الفردي والجماعي، ونتائج مشجعة ضد فرق كبيرة، يبدو أن تشيلسي في طريقه للعودة إلى قمة المنافسة. إذا تمكن الفريق من الاستمرار في هذا الأداء، فقد نرى تشيلسي يعود بقوة إلى ساحة المنافسة الأوروبية والدولية قريبًا.