يواجه فريق أرسنال هذا الموسم مشكلة متنامية تتعلق بالبطاقات الحمراء، وهي مسألة قد تؤثر بشكل كبير على طموحهم في الفوز بالدوري الإنجليزي الممتاز. بعد ثماني مباريات فقط من بداية الموسم، تعرض ثلاثة لاعبين أساسيين للطرد، مما أدى إلى خسارة نقاط مهمة كان يمكن أن تبقي الفريق في صدارة الدوري.
مع استمرار الفرق الكبرى مثل مانشستر سيتي وليفربول في الحفاظ على مستويات عالية من الانضباط، أصبح واضحًا أن أرسنال بحاجة إلى معالجة مشكلة الانضباط هذه إذا أرادوا أن يكونوا منافسين حقيقيين على اللقب. في هذا المقال، سنلقي نظرة عميقة على مشكلة البطاقات الحمراء في أرسنال وكيف يمكن أن تؤثر على آمالهم في الفوز بالدوري، مع مقارنة بالفائزين السابقين باللقب وتحليل تكتيكي لأثر هذه البطاقات على الفريق.
1. تحليل البطاقات الحمراء: ما الذي يحدث؟
منذ بداية موسم 2024-2025، حصل أرسنال على ثلاث بطاقات حمراء في أول ثماني مباريات، وهي نسبة مرتفعة للغاية لفريق يتطلع إلى المنافسة على لقب الدوري الإنجليزي الممتاز. البطاقات الحمراء الثلاث جاءت كالآتي:
- ديكلان رايس: طُرد في مباراة ضد برايتون بسبب تأخير استئناف اللعب.
- لياندرو تروسارد: طُرد في مباراة ضد مانشستر سيتي بعد تدخل متهور.
- ويليام ساليبا: تلقى بطاقته الحمراء في الخسارة 2-0 أمام بورنموث.
كل طرد من هذه الطردات جاء في لحظات حاسمة من المباريات، مما أثر بشكل مباشر على نتائج الفريق وأدى إلى فقدان نقاط ثمينة.
تأثير الطرد على النتائج:
- في مباراة مانشستر سيتي، كان الطرد عاملًا رئيسيًا في خسارة أرسنال السيطرة على المباراة، حيث اضطر الفريق إلى اللعب بـ10 لاعبين لفترة طويلة، مما أضعف دفاعهم وأدى إلى خسارة المباراة.
- في مباراة بورنموث، أدى طرد ساليبا المبكر إلى نهاية سلسلة عدم الخسارة لأرسنال هذا الموسم، وأثر بشكل كبير على فرص الفريق في حصد النقاط.
2. مقارنة مع الفائزين السابقين بالدوري
تاريخيًا، الحفاظ على الانضباط داخل الملعب كان عاملًا مهمًا في تحديد الفائزين بلقب الدوري الإنجليزي. الفرق الفائزة بالدوري خلال السنوات الماضية، مثل مانشستر سيتي وليفربول، أظهرت مستويات عالية من الانضباط، حيث نادرًا ما يتعرض لاعبوها للطرد. دعونا نلقي نظرة على عدد البطاقات الحمراء التي حصلت عليها الفرق الفائزة بالدوري منذ موسم 2015-2016:
الموسم | الفريق | عدد البطاقات الحمراء |
---|---|---|
2024-2025 | أرسنال | 3 |
2023-2024 | مانشستر سيتي | 2 |
2022-2023 | مانشستر سيتي | 1 |
2021-2022 | مانشستر سيتي | 2 |
2020-2021 | مانشستر سيتي | 2 |
2019-2020 | ليفربول | 1 |
2018-2019 | مانشستر سيتي | 1 |
2017-2018 | مانشستر سيتي | 2 |
2016-2017 | تشيلسي | 0 |
2015-2016 | ليستر سيتي | 3 |
من خلال هذه المقارنة، يتضح أن الفائزين بالدوري في السنوات الأخيرة نادرًا ما حصلوا على أكثر من بطاقتين حمراوين في موسم كامل. الفارق الأساسي هنا هو أن أرسنال حصل على ثلاث بطاقات حمراء في بداية الموسم فقط، مما يثير القلق بشأن قدرتهم على البقاء في السباق على اللقب إذا استمر هذا الاتجاه.
3. أثر الطرد على أسلوب اللعب والنتائج
عندما يتعرض فريق للطرد، تتغير ديناميكية المباراة بشكل كبير. الفرق التي تلعب بـ10 لاعبين تواجه عادةً صعوبات كبيرة في السيطرة على المباراة والدفاع، مما يجعل من الصعب تحقيق النتائج المرجوة. بالنسبة لأرسنال، تأثير البطاقات الحمراء كان واضحًا في المباريات الثلاث التي فقد فيها نقاطًا:
- خسارة نقاط مباشرة: بعد كل طرد، اضطر أرسنال إلى التراجع دفاعيًا والتركيز على منع الهجمات بدلاً من المبادرة الهجومية، مما أدى إلى تراجع في الأداء وفقدان السيطرة على المباراة.
- الإرهاق البدني: اللعب بعشرة لاعبين يزيد من الحمل البدني على اللاعبين، مما يؤثر على قدرتهم على اللعب بشكل جيد في المباريات التالية.
- الضغط النفسي: كل طرد يزيد من الضغوط على الفريق، حيث يُجبر اللاعبون على تعديل أسلوب لعبهم للتكيف مع النقص العددي، وهذا يمكن أن يؤدي إلى ارتكاب المزيد من الأخطاء.
4. المقارنة مع فترة أرسين فينجر
رغم أن مشاكل الانضباط ليست جديدة على أرسنال، فإن الفريق كان قادرًا في بعض الفترات على التعامل مع هذه المشاكل والفوز بالألقاب. خلال فترة تدريب أرسين فينجر، حصل أرسنال على 78 بطاقة حمراء في 828 مباراة في الدوري الممتاز، وهو معدل أعلى بكثير مقارنة بالفترات اللاحقة. على الرغم من ذلك، تمكن الفريق من الفوز بثلاثة ألقاب للدوري في تلك الفترة.
في موسم 2001-2002، فاز أرسنال بالدوري على الرغم من حصوله على ست بطاقات حمراء خلال الموسم. لكن الفرق بين تلك الفترة والوقت الحالي هو أن الفريق كان يتمتع بقدرة عالية على التكيف مع هذه المواقف، وكان لديه عمق كبير في التشكيلة يمكنه من تعويض غياب اللاعبين المطرودين.
5. ماذا قال ميكيل أرتيتا؟
المدرب ميكيل أرتيتا كان صريحًا في تصريحاته حول مشكلة البطاقات الحمراء. بعد طرد ويليام ساليبا في المباراة ضد بورنموث، وصف الوضع بأنه “مهمة مستحيلة” لمحاولة الفوز بالمباريات بـ10 لاعبين في هذا المستوى من المنافسة. وأضاف أن الفريق بحاجة إلى تحسين انضباطه إذا أرادوا الاستمرار في المنافسة على المراكز العليا.
كما أشار أرتيتا إلى أن هناك بعض الأمور التي تم مناقشتها مع اللاعبين لتحسين أدائهم في هذا الجانب، لكنه أكد في الوقت نفسه أن الفريق قدم أداءً “رائعًا” على الرغم من الطرد، حيث أظهروا قتالًا وروحًا عالية على أرض الملعب.
6. هل يمكن أن يكلفهم ذلك اللقب؟
عند النظر إلى الإحصائيات، يبدو أن استمرار هذه المشكلة قد يكلف أرسنال فرصة الفوز باللقب. الفرق التي تتعرض لطرد متكرر تواجه صعوبات كبيرة في تحقيق الاستمرارية في النتائج، وهو ما قد يؤثر بشكل مباشر على ترتيب أرسنال في الدوري.
حتى الآن، فقد أرسنال سبع نقاط مباشرة بسبب البطاقات الحمراء، ولو لم يتم طرد هؤلاء اللاعبين، لكان الفريق الآن في صدارة الدوري بفارق مريح.
الخاتمة: هل يمكن لأرسنال تحسين انضباطه؟
الجواب يعتمد بشكل كبير على قدرة ميكيل أرتيتا وطاقمه الفني على معالجة هذه المشكلة بسرعة. تحسين الانضباط على أرض الملعب سيكون أمرًا حاسمًا في تحديد مصير الفريق هذا الموسم. يجب على أرسنال أن يتعلم من أخطائه ويقلل من عدد البطاقات الحمراء إذا أراد أن يظل في سباق المنافسة على اللقب.
إجمالاً، إذا استمر الفريق في فقدان لاعبيه بسبب الطرد، فقد يكون ذلك العامل الذي يحسم سباق اللقب لصالح فرق أخرى مثل مانشستر سيتي وليفربول، اللذان أظهرا مستويات عالية من الانضباط في السنوات الأخيرة.
هل لدى أرسنال القدرة على العودة والتغلب على هذه العقبة؟ فقط الوقت سيخبرنا.