ريال مدريد، أحد أكثر الأندية طموحًا في العالم، يجد نفسه في موقف غير مريح بعد توقيعه مع كيليان مبابي، وهو النجم الذي كان يعتبر صفقة ضخمة تستحق الانتظار. منذ انتقاله إلى مدريد، لم يكن الأداء المتوقع لمبابي مرضيًا تمامًا للإدارة والجماهير على حد سواء.
طموحات ريال مدريد وجلب مبابي
كانت صفقة مبابي محور اهتمام عالمي. مع وصول اللاعب إلى ريال مدريد، كان الجميع يتوقع أن يكون مبابي الوريث الطبيعي لكريستيانو رونالدو، خاصة مع رغبة رئيس النادي فلورنتينو بيريز في أن يكون توقيع مبابي إنجازًا شخصيًا واستراتيجيًا يرفع من قيمة النادي. بعد عدة مواسم ناجحة مع باريس سان جيرمان حيث حقق بطولات عديدة وأداءً مذهلاً، بدا التوقيع معه وكأنه نقطة تحول في مسيرة ريال مدريد.
مع ذلك، الواقع كان مختلفًا تمامًا. بدأ مبابي موسمه الجديد في ريال مدريد بشكل بطيء، بسبب مشاكله البدنية واللياقة، مما أثر بشكل مباشر على أداء الفريق في بعض المباريات الحاسمة. بينما كان النادي يتوقع أن يؤدي اللاعب بأفضل مستوياته منذ اللحظة الأولى، إلا أن الأداء المتواضع ترك الجماهير والإدارة في حالة من الحيرة والإحباط.
الأسباب وراء خيبة الأمل
أحد أبرز الأسباب التي أدت إلى هذا التراجع في الأداء هو الحالة البدنية لمبابي. على الرغم من عمره الصغير نسبيًا، 25 عامًا، إلا أن هناك شعورًا بأنه قد فقد شيئًا من قوته وسرعته اللتين ميزتاه في المواسم السابقة. البعض يُرجع هذا التراجع إلى غيابه عن فترة التحضير للموسم، حيث كان مبابي متأخرًا عن بقية الفريق في التحضير البدني، ما جعله يعاني في الأسابيع الأولى من الموسم.
المدير الفني كارلو أنشيلوتي كان من بين الشخصيات التي لم تُبدِ حماسًا كبيرًا للصفقة منذ البداية، وذلك بسبب تكوينه لفريق يعتمد على توازن معين وأداء جماعي. قدوم مبابي، رغم إمكاناته الكبيرة، أضاف بعض الضغط على الفريق وجعل التوازن الذي كان يسعى أنشيلوتي لتحقيقه أكثر صعوبة.
مقارنة مع جود بيلينجهام
بينما كان الجميع يتحدث عن صفقة مبابي، كان هناك لاعب آخر يلمع في صفوف الفريق الأبيض وهو جود بيلينجهام. الشاب الإنجليزي الذي جاء من بروسيا دورتموند نجح في تقديم مستوى مذهل منذ اليوم الأول، ليصبح واحدًا من الركائز الأساسية للفريق. الأداء المميز لبيلينجهام جعل المقارنات مع مبابي أكثر وضوحًا، وزاد من الضغط على النجم الفرنسي الذي لم يظهر بمستواه المعتاد.
تداعيات على الفريق
من المعروف أن غرفة ملابس ريال مدريد تشهد ديناميكيات حساسة بين اللاعبين، ووجود نجم كبير مثل مبابي قد يسبب بعض التوترات داخل الفريق. على الرغم من أن التقارير لا تُظهر أن مبابي هو السبب المباشر لأي مشاكل في غرفة الملابس، إلا أن قدومه بقيمة كبيرة وتأثيره الكبير على التوازن قد يجعل الوضع أكثر تعقيدًا.
مستقبل مبابي مع ريال مدريد
مع مرور الأشهر، سيكون على مبابي إثبات نفسه كلاعب أساسي في الفريق واستعادة مستواه الذي جعله واحدًا من أفضل اللاعبين في العالم. النادي والجماهير يأملون أن يكون التوقيع مع مبابي هو البداية لحقبة جديدة من النجاحات، ولكن إذا استمر تراجع مستواه، قد يجد ريال مدريد نفسه مضطرًا لإعادة تقييم الصفقة الكبيرة التي قام بها.
في النهاية، ريال مدريد في مفترق طرق. إما أن ينجح مبابي في استعادة بريقه ويصبح النجم الذي يغير مسار الفريق، أو أن الإدارة قد تجد نفسها في موقف حرج في السنوات القادمة، تتساءل عما إذا كانت هذه الصفقة تستحق كل هذا الاستثمار الكبير.