مع اقتراب موقعة الكلاسيكو المنتظرة بين برشلونة وريال مدريد في 26 أكتوبر 2024، يعيش المدرب الألماني هانز فليك في حالة من القلق والتردد بسبب الإصابات التي عصفت بفريقه. مباراة الكلاسيكو دائمًا ما تمثل محطة حاسمة في مشوار الفريقين في الدوري الإسباني، لكن هذه المرة تأتي في ظروف صعبة بشكل خاص على برشلونة.
تير شتيجن خارج الخدمة: أزمة الحراسة
أكبر التحديات التي تواجه فليك قبل الكلاسيكو هي غياب الحارس الأساسي مارك أندريه تير شتيجن، الذي أصيب بتمزق في الرباط الصليبي خلال مباراة برشلونة ضد فياريال في سبتمبر 2024، ما يعني غيابه حتى نهاية الموسم تقريبًا. هذا الغياب يضع فليك في موقف صعب جدًا، حيث يُضطر للاعتماد على الحارس البديل إيناكي بينيا، وهو حارس موهوب لكنه يفتقر للخبرة في المباريات الكبيرة مثل الكلاسيكو. بينما أظهر بينيا قدرات واعدة في التدريبات والمباريات الأقل حدة، فإن الوقوف بين القائمين أمام ريال مدريد يضعه تحت ضغط هائل.
إصابات الدفاع تزيد الطين بلة
إلى جانب أزمة الحراسة، يعاني برشلونة من غيابات مؤثرة في خط الدفاع. اللاعب الأوروجوياني رونالد أراوخو، أحد أعمدة الدفاع الأساسية، ما زال يتعافى من إصابة في أوتار الركبة ويُتوقع غيابه حتى نهاية العام. كما يغيب أندرياس كريستنسن بسبب إصابة في وتر العرقوب، ولن يكون جاهزًا قبل نوفمبر أو ديسمبر، ما يعني أن برشلونة سيفتقد أهم مدافعيه خلال مواجهة ريال مدريد.
لعنة المنتخبات تضرب برشلونة مجددًا: لامين يامال تحت التهديد
بينما يحاول هانز فليك إدارة فريق برشلونة المثقل بالإصابات، يبدو أن لعنة المنتخبات الوطنية لم ترحم الفريق الكتالوني، حيث تعرض النجم الشاب لامين يامال لإصابة خلال مشاركته مع منتخب إسبانيا ضد الدنمارك في أكتوبر 2024. على الرغم من أن يامال أكمل المباراة، شوهد وهو يعرج بعد تعرضه لضربة قوية في الدقائق الأخيرة من اللقاء.
الفحوصات الطبية التي أجريت لاحقًا لم تُظهر بشكل نهائي مدى خطورة الإصابة، لكن هناك شكوك حول مشاركته في المباراة المقبلة للمنتخب الإسباني ضد صربيا. ومع اقتراب مواجهتي بايرن ميونخ في دوري الأبطال والكلاسيكو ضد ريال مدريد، لا يستطيع برشلونة تحمل غياب المزيد من نجومه الأساسيين في هذه الفترة الحرجة.
تأتي إصابة يامال في وقت حساس للغاية، خاصة أن برشلونة يعاني بالفعل من غياب العديد من اللاعبين بسبب إصابات أخرى، مما يزيد من التحديات التي يواجهها فليك قبل المباريات القادمة.
عودة دي يونج وغافي: بصيص أمل
في المقابل، هناك بعض الأنباء الجيدة لفليك مع اقتراب عودة كل من فرينكي دي يونج وغافي إلى الملاعب بعد إصاباتهما. دي يونج، الذي غاب عن الفريق لفترة طويلة بسبب إصابة في الكاحل، يُتوقع أن يعود للمشاركة قريبًا بعد فترة التوقف الدولي، ما يمثل دعمًا كبيرًا لخط الوسط، خاصة مع الحاجة إلى قدرته على توزيع الكرة والسيطرة على مجريات اللعب. غافي أيضًا في طريقه للعودة بعد تعافيه من إصابة في الرباط الصليبي، وقد يشارك في المباريات القادمة، مما يوفر دفعة معنوية قوية للفريق.
موقعة بايرن ميونخ: اختبار قبل الكلاسيكو
قبل الكلاسيكو بأيام قليلة، سيكون برشلونة على موعد مع اختبار صعب آخر أمام بايرن ميونخ في دوري أبطال أوروبا. هذه المباراة ستضيف مزيدًا من الضغط على فليك ولاعبيه، حيث يتعين عليهم التعامل مع إجهاد المباريات الأوروبية والمنافسة الشرسة، كل ذلك قبل مواجهة الغريم التقليدي ريال مدريد.
هل يستعين فليك بتعزيزات جديدة؟
أثيرت الكثير من التكهنات حول إمكانية تعاقد برشلونة مع حارس جديد لتعويض غياب تير شتيجن، حيث برزت أسماء مثل كيلور نافاس كأحد الخيارات المحتملة. ومع ذلك، حتى الآن، يبدو أن فليك يثق في بينيا ويرى فيه البديل الأنسب، لكنه قد يلجأ لتعاقد طارئ في حالة عدم استقرار مستوى الحارس البديل خلال المباريات المقبلة.
الخاتمة: صراع التحديات وحسم المصير
مع تزايد الضغوط الإعلامية والجماهيرية، يجد هانز فليك نفسه في موقف لا يُحسد عليه. فبين الإصابات، وضغط المباريات المتتالية، والحاجة للحفاظ على مستوى الأداء في الدوري الإسباني ودوري الأبطال، ستكون قراراته قبل الكلاسيكو حاسمة لمصير الفريق في الموسم الحالي.