نادي برشلونة يواجه منذ سنوات أزمة مالية خانقة أثرت على قدرته في الحفاظ على توازنه المالي ودفع رواتب لاعبيه بشكل طبيعي. الأزمة الاقتصادية اشتدت أثناء جائحة كورونا، عندما اضطر النادي لتأجيل جزء كبير من رواتب العديد من لاعبيه الكبار، بمن فيهم ليونيل ميسي، سيرجيو بوسكيتس، وجوردي ألبا. سنتناول في هذا الموضوع التفاصيل الدقيقة وراء هذه المستحقات المؤجلة، وكيف ستؤثر على خطط النادي المستقبلية.
خلفية الأزمة المالية في برشلونة
بدأت أزمة برشلونة المالية في الظهور بشكل واضح خلال موسم 2020-2021، مع التأثير المدمر لجائحة كورونا على دخل النادي من تذاكر المباريات، حقوق البث، والإعلانات. زاد هذا الضغط على الإدارة السابقة برئاسة جوزيب ماريا بارتوميو، والتي كانت قد اتخذت قرارات مالية خطيرة، مثل دفع رواتب كبيرة وتعاقدات باهظة الثمن. لتخفيف العبء المالي، تم الاتفاق على تأجيل رواتب عدد من اللاعبين الكبار، وأبرزهم ليونيل ميسي، بوسكيتس، وألبا.
تفاصيل المستحقات المؤجلة
وفقًا للتقارير الصادرة من مصادر متعددة، بلغت المستحقات المتأخرة لليونيل ميسي 52 مليون يورو. تم الاتفاق على تأجيل هذه المدفوعات من قبل الإدارة السابقة بعد أن وافق اللاعب على تأجيل جزء من راتبه خلال فترة الجائحة لمساعدة النادي في مواجهة التحديات المالية.
بالنسبة لبوسكيتس وألبا، تم تأجيل جزء من رواتبهما أيضًا. وعلى الرغم من أن اللاعبين غادروا النادي وانضموا إلى إنتر ميامي في صيف 2023، إلا أن برشلونة ما زال ملتزمًا بدفع هذه المستحقات حتى الانتهاء من تسوية الديون.
التأثير على الميزانية وحدود الرواتب
واحدة من التحديات الكبيرة التي تواجه برشلونة اليوم هي تأثير هذه المستحقات المؤجلة على حد الرواتب الذي تحدده رابطة الدوري الإسباني. يتم احتساب هذه المدفوعات كجزء من التزامات النادي المالية الجارية، مما يعني أن النادي يواجه قيودًا صارمة على الإنفاق على التعاقدات الجديدة. وفقًا لتصريحات رئيس النادي جوان لابورتا، تُدفع المستحقات بشكل منتظم حتى عام 2025، وهي تشكل عبئًا كبيرًا على قدرة النادي على تسجيل لاعبين جدد.
الحلول والتحديات المستقبلية
لمعالجة هذه المشكلة، لجأت إدارة برشلونة الحالية إلى بيع أصول للنادي والاستفادة من بعض الآليات المالية الخاصة مثل “الرافعات الاقتصادية” التي تتيح للنادي جلب موارد إضافية من خلال بيع نسب من إيرادات البث أو الملكية. هذه الإجراءات ساعدت في تخفيف بعض الضغوط المالية، لكن النادي لا يزال بعيدًا عن الخروج من أزمته بشكل كامل.
مستقبل برشلونة في ظل الأزمة
برشلونة يُجري حالياً العديد من الإصلاحات لإعادة النادي إلى مكانته الاقتصادية القوية. جزء كبير من هذه الإصلاحات يركز على تقليل الديون الحالية والبحث عن مصادر دخل جديدة من خلال التوسع في الأنشطة التجارية وتطوير العلامة التجارية للنادي عالميًا. إلا أن التحديات تظل كبيرة في ظل التزامات الدفع المستمرة للاعبين السابقين مثل ميسي وبوسكيتس وألبا.
تكريم ميسي بجائزة ماركا أمريكا: لحظة تاريخية في عالم كرة القدم
ميسي وبوسكيتس وألبا: تأثير الإرث
على الرغم من أن ميسي، بوسكيتس، وألبا قد غادروا النادي، إلا أن إرثهم في برشلونة لا يزال يشكل جزءًا من تاريخ النادي. الاتفاقيات المالية التي تم توقيعها خلال فترة تواجدهم في النادي تعكس التزامهم الكبير تجاه النادي، لكنها في الوقت نفسه شكلت عبئًا ماليًا يستمر حتى اليوم. يُنظر إلى هذه المستحقات كجزء من التركة الثقيلة التي ورثتها الإدارة الجديدة بقيادة جوان لابورتا.
ختام: طريق برشلونة نحو التعافي
يبدو أن برشلونة أمامه طريق طويل للتعافي المالي، مع استمرار المستحقات المؤجلة وتأثيرها على قدرته على المنافسة في سوق الانتقالات. لكن مع استمرار الالتزام بالدفع وتطبيق المزيد من الحلول المالية المبتكرة، قد يتمكن النادي من العودة إلى قوته المالية والمنافسة على أعلى المستويات في المستقبل القريب.