في ظل التحديات التي تواجه المنتخب الوطني المغربي، تتوجه الأنظار نحو قرارات المدرب وليد الركراكي، خصوصًا بعد إعلانه عن القائمة النهائية التي ستخوض مباراتي إفريقيا الوسطى ضمن تصفيات كأس أمم إفريقيا 2025. الجمهور المغربي، دائمًا ما يكون متعطشًا للانتصارات والمنافسة على أعلى المستويات، يجد نفسه اليوم أمام تشكيلة متوازنة تجمع بين الخبرة والشباب. لكن، ما الذي دفع الركراكي إلى استدعاء يوسف النصيري رغم تراجع مستواه؟ وما هي أسباب غياب أسماء لامعة مثل حكيم زياش وأمين حارث؟ هذا ما سنكشفه في هذا الموضوع الشامل، حيث نلقي الضوء على فلسفة الركراكي واختياراته المثيرة للجدل، لنفهم جيدًا استراتيجيته لمستقبل “أسود الأطلس”.
استدعاء يوسف النصيري: دعم متواصل رغم الصعوبات
في المؤتمر الصحفي الذي عقده وليد الركراكي للإعلان عن قائمة المنتخب المغربي، أثار استدعاء يوسف النصيري، مهاجم فنربخشة التركي، جدلاً واسعًا، نظرًا لتراجع مستواه في الفترة الأخيرة. غير أن الركراكي أوضح سبب دعمه المستمر للنصيري رغم هذه الصعوبات، مشيرًا إلى أن النصيري يعد واحدًا من أفضل المهاجمين في تاريخ المنتخب المغربي.
قال الركراكي:
“موضوع النصيري هو حساس دائما، لكنه من أفضل المهاجمين الذين مروا في تاريخ المنتخب المغربي.”
وأضاف المدرب أن مهمته كمدرب هي مساعدة اللاعبين على استعادة ثقتهم وأدائهم. وعبّر عن ثقته الكبيرة في النصيري قائلاً:
“النصيري أؤمن به كثيرًا، وأنا واثق من أنه سينجح في استعادة ثقته ومستواه قريبًا. إذا كان جوزيه مورينيو يثق به، فأنا أيضًا سأثق فيه وأدعمه.”
هذه التصريحات تعكس فلسفة الركراكي في تقديم الدعم النفسي والعملي للاعبين الذين يمرون بفترات صعبة. ويظهر من تصريحاته أنه يرى في النصيري قيمة كبيرة للمنتخب، وهو ما يؤكد أنه يعتمد على لاعبيه الأساسيين حتى في الأوقات الصعبة، مما يساهم في رفع معنوياتهم وإعادتهم إلى مستواهم المعهود.
استدعاء الشباب: استراتيجية مستدامة
بالإضافة إلى الدعم المقدم للنصيري، ركّز الركراكي في اختياراته على استدعاء مجموعة من اللاعبين الشباب الذين يمثلون مستقبل الكرة المغربية. ومن بين هؤلاء، إسماعيل الصيباري وبلال الخنوس، اللذان أظهرا أداءً لافتًا مع المنتخب في فترات سابقة، خصوصًا خلال بطولة إفريقيا تحت 23 عامًا والتأهل للأولمبياد.
أوضح الركراكي أن اللاعبين الشباب جزء أساسي من استراتيجيته المستقبلية، حيث يسعى لبناء منتخب يعتمد على خليط من الخبرة والشباب. هذه الخطوة تُظهر رغبة المدرب في الاستعداد على المدى الطويل وتحضير جيل جديد من اللاعبين الذين يمكنهم الحفاظ على قوة المنتخب المغربي في السنوات القادمة.
غياب أمين حارث: قرار تكتيكي
أثار غياب أمين حارث، لاعب مارسيليا الفرنسي، العديد من التساؤلات بين الجمهور. غير أن الركراكي أوضح أنه فضل عدم استدعاء حارث في هذه المرحلة، نظرًا لأن اللاعب لا يحبذ الجلوس على دكة البدلاء.
قال الركراكي:
“أمين حارث كنعرفو مزيان ودوز مع رونار ووحيد حاليلوزيتش… ولكن باش نعيط ليه يجلس احتياطي لا أظن غادي يكون فرحان حيث هو كيبغي يكون عندو دور في الفريق.”
من خلال هذه التصريحات، يتضح أن الركراكي يفضل الاعتماد على اللاعبين الذين يشاركون بانتظام ويؤدون بشكل جيد، مما يعزز التنافسية داخل المنتخب ويضمن جاهزية اللاعبين في المراحل الحاسمة.
غياب حكيم زياش بسبب الإصابة
على صعيد آخر، تناول الركراكي غياب حكيم زياش عن القائمة، حيث أكد أن الإصابة هي السبب الرئيسي وراء غيابه. زياش كان قد تعرض لإصابة خلال المعسكر الأخير للمنتخب، وعاد مؤخرًا للتدريبات مع فريقه غلطة سراي التركي، لكنه لم يكن جاهزًا بما يكفي للمشاركة في مباراتي إفريقيا الوسطى.
أوضح الركراكي:
“لم أستدعِ زياش لمباراتي إفريقيا الوسطى بسبب إصابته. تعرض للإصابة معنا في المعسكر الأخير، وبالتالي فهو غير جاهز للمشاركة في المباراتين المقبلتين.”
هذا القرار يعكس التزام الركراكي بحماية لاعبيه وعدم استعجال عودتهم من الإصابات، مما يضمن عدم تعرضهم لمضاعفات قد تؤثر على مستقبلهم الرياضي.
توازن المنتخب بين الخبرة والشباب
لعل أبرز ما يميز قائمة المنتخب التي أعلنها الركراكي هو التوازن بين الخبرة والشباب. تضم القائمة لاعبين مخضرمين مثل يوسف النصيري وسفيان أمرابط وأشرف حكيمي، إلى جانب اللاعبين الصاعدين مثل إسماعيل الصيباري وبلال الخنوس. هذا المزيج يشير إلى أن الركراكي يسعى إلى بناء فريق قادر على المنافسة في الحاضر والمستقبل.
التأثير المتوقع للغيابات على الأداء
بالنظر إلى غياب نجوم مثل حكيم زياش وأمين حارث، يمكن أن يطرأ تغيير على طريقة لعب المنتخب. غياب هؤلاء اللاعبين قد يفتح الباب أمام أسماء شابة لتأخذ مكانها وتثبت جدارتها، مما يجعل المباراتين فرصة لاختبار هذه المواهب الشابة وإثبات قدرتها على التألق في غياب النجوم الكبار.
توقعات الجماهير والأداء المنتظر
تترقب الجماهير المغربية بفارغ الصبر أداء المنتخب في مباراتي إفريقيا الوسطى. وبالرغم من القلق الذي قد ينتاب البعض بسبب تراجع أداء بعض اللاعبين مثل النصيري، فإن الركراكي أظهر مرارًا أنه يملك الثقة الكاملة في لاعبيه. هذا الدعم المتواصل قد يكون دافعًا للنصيري وبقية اللاعبين لاستعادة مستواهم والظهور بأداء مميز في التصفيات.
الخاتمة: مستقبل المنتخب المغربي
مع اقتراب كأس أمم إفريقيا 2025 التي ستُقام في المغرب، تزداد التطلعات حول أداء المنتخب الوطني. الركراكي يعتمد على استراتيجية واضحة تقوم على دعم اللاعبين في فترات الصعوبات، مع تعزيز الثقة باللاعبين الشباب. هذه الاستراتيجية قد تكون المفتاح لتأهل المنتخب بسهولة للبطولة وتحقيق نتائج مشرفة على أرضه.