في ليلة أوروبية لا تُنسى، حقق بوروسيا دورتموند انتصارًا ساحقًا على سلتيك بنتيجة 7-1 ضمن منافسات دوري أبطال أوروبا. المباراة التي أُقيمت على ملعب سيغنال إيدونا بارك كانت مثالاً للتفوق الهجومي والتنظيم التكتيكي، حيث تمكن الفريق الألماني من السيطرة على المباراة تمامًا، بينما عانى الفريق الاسكتلندي من أخطاء دفاعية كارثية كلفته هزيمة كبيرة. هذه المباراة لم تكن فقط حول تسجيل الأهداف، بل كانت أيضًا درسًا في التكتيك، الاستحواذ، والمرونة الهجومية، حيث ظهر دورتموند بصورة فريق متكامل قادر على المنافسة في أعلى المستويات الأوروبية.
الأداء الهجومي
بدأت المباراة بوتيرة سريعة مع هدف مبكر من إيمري كان في الدقيقة السابعة بعد ركلة جزاء، إثر تدخل من الحارس كاسبر شمايكل على اللاعب جيمي جتينز. رغم رد سلتيك السريع بهدف من دايزين مايدا بعد دقيقتين فقط، إلا أن الهجوم الكاسح لدورتموند لم يترك فرصة لسلتيك للاستمرار. كريم أديمي تألق بشكل لافت بتسجيله ثلاثة أهداف (هاتريك) في الشوط الأول، حيث كان بمثابة المحرك الأساسي لهجوم الفريق. أديمي استخدم سرعته في الهجمات المرتدة وحسن توقيته في التحرك خلف الدفاع ليسبب الفوضى لدفاع سلتيك.
التكتيك الدفاعي
رغم السيطرة الهجومية الكبيرة، لم يغفل دورتموند الجانب الدفاعي. الدفاع بقيادة نيكو شلوتربيك حافظ على التنظيم، ومنع سلتيك من الاستفادة من الفرص النادرة التي حصل عليها. بالإضافة إلى ذلك، كان مارسيل شميلزر ونيكو شلوتربيك يقودان الدفاع بقوة، مما جعل سلتيك عاجزًا عن اختراق الخط الخلفي لدورتموند. كما أن الضغط العكسي الذي مارسه دورتموند فور فقدان الكرة كان فعالًا للغاية، مما أدى إلى إحباط محاولات سلتيك في بناء الهجمات.
السيطرة على وسط الملعب
سيطر دورتموند تمامًا على وسط الملعب بفضل تألق الثنائي جوليان براندت وإيمري كان. الثنائي قام بتحكم رائع في رتم المباراة، مع تمريرات قصيرة دقيقة أبقت الاستحواذ لصالح الفريق الألماني. براندت قام بدور محوري في توزيع الكرة وإيجاد المساحات للاعبي الهجوم، بينما قام إيمري كان بقطع الكرات ومنع سلتيك من الاستفادة من أي هجمة مرتدة.
دور اللاعبين البدلاء
لم تقتصر قوة دورتموند على اللاعبين الأساسيين فقط، بل أثبت البدلاء قدرتهم على التأثير في المباراة. دخول فيليكس نمشا في الشوط الثاني أضاف المزيد من النشاط والحيوية، وساهم في تسجيل الهدف السابع الذي أكمل سحق سلتيك. التبديلات كانت تهدف إلى الحفاظ على الزخم الهجومي للفريق وضمان عدم تراجع الأداء، وقد أثبتت نجاحها الكبير.
المشكلات الدفاعية لسلتيك
واحدة من أكبر المشكلات التي واجهها سلتيك كانت غياب بعض اللاعبين الأساسيين في الخط الخلفي مثل كاميرون كارتر-فيكرز. الغياب أثر بشكل كبير على تنظيم دفاع الفريق، ما جعل سلتيك عرضة للهجمات السريعة والمرتدة من دورتموند. الأخطاء الدفاعية المتكررة التي وقع فيها الفريق الاسكتلندي سمحت لدورتموند بإضافة المزيد من الأهداف. على الرغم من بعض التصديات الجيدة من كاسبر شمايكل، إلا أن الأهداف الكثيرة كانت نتيجة لأخطاء تنظيمية لم يستطع الفريق إصلاحها خلال المباراة.
الإحصائيات
- الاستحواذ: بوروسيا دورتموند سيطر على الكرة بنسبة 52% مقابل 48% لصالح سلتيك. هذه النسبة تعكس كيف تمكن دورتموند من الحفاظ على الكرة لفترات طويلة، رغم محاولات سلتيك الضغط في بعض الأحيان.
- التسديدات: سدد دورتموند 16 مرة على المرمى، منها 13 تسديدة بين الخشبات الثلاث، في حين أن سلتيك تمكن من تسديد 9 كرات، منها 2 فقط كانت على المرمى.
- الركلات الركنية: حصل دورتموند على 8 ركلات ركنية مقابل 4 لصالح سلتيك، مما يعكس الفعالية الهجومية لدورتموند والضغط المستمر الذي مارسه الفريق على دفاع سلتيك.
التعافي من الأداء السابق
هذا الفوز الكاسح يعد نقطة تحول لدورتموند بعد بعض التذبذب في الأداء في المباريات السابقة. لقد أثبتوا أن لديهم القدرة على تقديم أداء رائع سواء على المستوى الفردي أو الجماعي، وأنهم لا يزالون منافسين جديين في دوري أبطال أوروبا. على النقيض، كان على سلتيك أن يتعلم من هذه المباراة ويحاول تحسين خططه الدفاعية والهجومية لتجنب الهزائم الكبيرة في المباريات القادمة.
التحليل التكتيكي
اعتمد دورتموند على تكتيك الضغط العالي منذ الدقيقة الأولى، مما أجبر سلتيك على التراجع إلى مناطقه الدفاعية. من جهة أخرى، استخدم المدرب إدين تيرزيتش تنوعًا في الأساليب الهجومية، حيث جمع بين اللعب على الأطراف واستخدام الهجمات المرتدة السريعة، مما جعل دفاع سلتيك عاجزًا عن التأقلم مع سرعة التحولات الهجومية.
الخلاصة
الانتصار الكبير لبوروسيا دورتموند على سلتيك بنتيجة 7-1 أظهر القدرات التكتيكية الفائقة التي يمتلكها الفريق الألماني. من الهجوم المنظم إلى الدفاع الصلب، قدم الفريق أداءً متكاملاً جعله يسيطر على المباراة تمامًا. على الجانب الآخر، يحتاج سلتيك إلى مراجعة خططه بشكل شامل لتجنب تكرار الأخطاء في المباريات المقبلة. هذا الانتصار يعزز من مكانة دورتموند كأحد أبرز الفرق المنافسة على اللقب الأوروبي هذا الموسم.